وأوضحَ أنَّ الأمريكيينَ يشتركونَ في المخطَّطِ الصهيونيِّ ويؤمنونَ بالمشروعِ الصهيونيِّ، ومن لهم مقاليدُ الأمورِ في أمريكا يعدُّون أنفسَهم معنيينَ بتنفيذِ المشروعِ الصهيونيِّ، كمسؤوليةٍ دينيةٍ مقدسةٍ، من وجهةِ نظرِهم العقائدية.

وتساءلَ: "لِمَ يتعامى المسلمونَ عمَّا هو واضحٌ ومعلنٌ من الاستهدافِ السافرِ والمكشوفِ والعدوانيِّ لهذه الأمةِ من تثبيتِ معادلةِ الاستباحةِ؟"، مؤكدًا أنَّ "التعامي والتغافل عن المخططِ الصهيونيِّ هو فعلاً من التيهِ الواضحِ والخذلانِ وحالةٌ خطيرةٌ على الأمة".

ودعا جميعَ أمتِنا الإسلاميةِ، وجميعَ نخبِها، وجميعَ جماهيرِها أن يتأملوا في "خلفياتِ الموقفِ الأمريكيّ"، مشيرًا إلى أنَّ "الموقفَ الأمريكيَّ ليس مجردَ موقفٍ تكتيكيٍّ أو تصرُّفاتٍ سياسيةٍ؛ بل هو منطلقٌ من خلفيةٍ عقائدية؛ فالأمريكيونَ يعدُّون إبادةَ أمتِنا والتمكينَ لقيامِ ما يسمى (إسرائيل الكبرى) مهمةً مقدسةً ذاتَ أهميةٍ كبيرةٍ على المستوى الدينيِّ والعقائديّ".

وبيَّن أنَّ "خلفياتِ الموقفِ الأمريكيِّ مسألةٌ مهمةٌ، وكذلك الأهدافُ وطبيعةُ المخططِ الصهيونيِّ الذي يعملونَ على أساسِه؛ فهناك معتقداتٌ دينيةٌ وأطماعٌ رهيبةٌ جدًا، وفي الوقتِ نفسِه واقعٌ مغرٍ لأمةٍ منكشفةٍ تتجهُ في سياساتها ومواقفِها الاتجاهَ الذي يمكنُ أعداءَها منها".

وأشار إلى أنّ الإدارة الأمريكية قد أعلنت فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنعت رئيس السلطة الفلسطينية وأعضاءها من حضور اجتماع الأمم المتحدة، مبيّنًا أنّ الطريق الذي تسلكه السلطة الفلسطينية لا جدوى فيه أبدًا؛ فالعدوّ الإسرائيلي لا يمنح الشعب الفلسطيني أدنى الحقوق؛ فهل سيمنحه دولة؟

وجدّد التأكيد على أنّ "الآمال والاعتماد على الموقف الأمريكي سراب؛ فالأمريكيون واضحون جدًا في حقيقة توجهاتهم الصهيونية في المصادرة الكاملة للحق الفلسطيني والعربي على أي مستوى"، لافتًا إلى أنّ "ترامب قال سابقًا إنّه مستعد لإهداء أي أرض عربية للعدو الإسرائيلي، وهذا غاية الاستخفاف بالعرب وحقوقهم".

وشدّد على أنّ "حرمان السلطة الفلسطينية من مجرد حضور اجتماع في الأمم المتحدة يُبيّن حقًا أنّ مسار هذه السلطة خاطئ ولا جدوى فيه"، مبيّنًا أنّ مسار السلطة الفلسطينية هو "ضياع وفي الوقت نفسه خدمة للأعداء، ولا سيما في تبنّي مواقف سلبية وسيئة تجاه المجاهدين في فلسطين"، موضحًا أنّ "التعاون بين المجاهدين بمختلف فصائلهم في قطاع غزة هو حالة إيجابية وعظيمة ومهمة".

إلى ذلك؛ أشاد السيد القائد بخروج الجامعات اليمنية واصفًا بأنهُ "يقدم النموذج لكل الجامعات"، داعيًّا أن "يكون ضمن الأنشطة الجامعية العناية بالدراسات والأبحاث والندوات؛ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبالعدوّ الصهيوني، وعن خلفية الموقف الأمريكي وعن التوجهات وما تبنى عليها، والحلول التي تنقذ هذه الأمة من خلال الرؤية القرآنية المباركة".