• العنوان:
    العاجز عن إسكات صواريخ اليمن.. أعجزُ عن إسكات صوت الوعي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    من يرفعْ شعارَ الحرية وحقوق الإنسان، كيف لا يجدُ في مواجهة الكلمة إلا صاروخًا غادرًا؟
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:


المعركة التي يخوضُها اليمن دفاعًا عن غزة ليست مُجَـرّدَ قتالٍ في الميدان العسكري، بل هي أَيْـضًا مواجهةٌ على جبهة الإعلام والوعي؛ فالصاروخ والطائرة اليمنية يقرعان معًا عمق كيان العدوّ، فيما القلم والكلمة يفضحان زيفَه ويعرّيانه أمام العالم. إنهما معًا –القلم والصاروخ– سلاحان متكاملان في معركة واحدة، هدفها إيقاف العدوان والحصار عن غزة.

حين يفشل العدوّ في كبح صواريخ الإسناد من اليمن، يتجه إلى استهداف الأقلام وقصف المقرات الإعلامية في صنعاء. لكنه بذلك لا يُسكت الصوت، بل يكشف عجزه الأخلاقي والسياسي. فمن يرفع شعار الحرية وحقوق الإنسان، كيف لا يجد في مواجهة الكلمة إلا صاروخًا غادرًا؟

التجربة اليمنية أثبتت أن الكلمة لا تُدفن تحت الركام، بل تخرج من تحت الرماد أكثر قوة وتأثيرا. وكلما حاول العدوّ خنقها، ازدادت انتشارًا وتوهُّجًا، واتسعت رقعة الوعي في الداخل والخارج. فالكلمة هنا ليست مُجَـرّد حبر على ورق، بل نور يشعل العقول، ونار تلاحق المعتدي حيثما كان.

الإعلام المقاوم اليوم لا يكتفي بكشف الجرائم الصهيونية وتوثيقها، بل يبني وعيًا جمعيًّا يرفض الاستسلام والتطبيع، ويؤكّـد أن فلسطين واليمن معركتان في جبهة واحدة ضد قوى الاستكبار. إنه إعلام يقاتل بالوعي كما تقاتل الصواريخ بالحديد والنار، فيربك العدوّ ويعرّيه أمام العالم.

قد تُدمّـَرُ المباني، وتُستهدف الصحف، وتُحاصر القنوات، لكن الكلمة تبقى عصيّة على القصف، تولد من جديد في مقالات، وخُطَب، وصرخات شعب يرفض الانكسار. ومن يعجز عن إسكات صواريخ اليمن، لن يفلحَ في إخماد صوت الحق بقصفه لمقرِّ صحيفةٍ يمنية.

خطابات القائد