• العنوان:
    العمليات اليمنية تتصاعد.. التحدي الاستراتيجي الكبير لكيان العدو
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية في عمق كيان العدو الإسرائيلي، رداً أولاً على حرب الإبادة الجماعية الصهيونية، ورداً أولياً على جريمة اغتيال رئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من رفاقه الوزراء في قصف صهيوني غادر استهدف اجتماعاً لهم قبل أيام من فعالية ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ولجأت القوات المسلحة اليمنية إلى استخدام سلاح الطيران المسيّر لقصف أهداف حيوية في مغتصبات الكيان المؤقت، وحققت أهدافها بنجاح كما يؤكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع. ومن أبرز هذه الضربات الهامة استهداف مطار رامون الدولي بطائرة مسيّرة ضربت قاعة المسافرين وأحدثت أضراراً كبيرة فيها، كما أدى ذلك إلى إصابة ما لا يقل عن ثمانية صهاينة.

ويؤكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، الفريق الركن الدكتور قاصد محمود، أن العمليات اليمنية الأخيرة تشكّل تحولاً نوعياً في مسار المواجهة، مشيراً إلى أن اليمن بات يغطي البعد الاستراتيجي لردع العدو الصهيوني بشكل أكثر فعالية من خلال تصعيد عملياته واستهدافه لأهداف حيوية حساسة.

ويشير الفريق قاصد محمود إلى أن اليمن كثف خلال الأسبوعين الأخيرين عملياته العسكرية، حيث نفذ ثماني عمليات جوية، وتبعها عمليات مماثلة طالت أهدافاً مهمة، مما يؤكد استمرار الدعم والإسناد اليمني لغزة، مؤكداً أن الرد اليمني على جريمة اغتيال الحكومة اليمنية يأتي محسوباً ودقيقاً وضمن استراتيجية تراكمية ذكية تهدف إلى إنهاك العدو وتوسيع دائرة الاستنزاف، وما العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية إلا جزء بسيط.

ويصف العمليات اليمنية بأنها "ذات قيمة عالية في المعركة الشاملة"، مؤكدًا أن العدو يعيش الآن تحت ضغط عالٍ لا يمنحه فرصة لالتقاط الأنفاس، في ظل الانكشاف الأمني والإنفاق العسكري المفرط، وتعمق الأزمة السياسية الداخلية بين المؤسستين العسكرية والسياسية، منوهًا إلى أن اليمن يرى دوره اليوم ضمن أبعاد عربية وإسلامية وروحانية، ويسهم في الحرب النفسية والمعنوية إلى جانب الحرب الميدانية، بما يعزز معنويات المقاومة ويضعف جبهة العدو "المنهارة نفسيًا وأخلاقيًا".

ويوظف اليمن إمكانياته بطريقة ذكية وحصيفة ضد أهداف بالغة الأهمية في كيان العدو، وتتزامن عمليات اليمن مع أعمال المقاومة في غزة والقدس، فهذه العمليات المتكاملة تضيق الخناق على العدو الإسرائيلي وتنهكه، فاليمن يؤدي دورًا استراتيجيًا بالغ التأثير في وقت حساس سياسيًا وعسكريًا، في ظل تصاعد الضغط عليه من جميع المحاور، ولا سيما في قطاع غزة.

ويوضح الفريق قاصد محمود أن أجواء كيان العدو في فلسطين المحتلة تشهد حصارًا جويًا يتفاوت بين جزئي وموسع، مشيرًا إلى أن إغلاق مطار رامون مرتين خلال يومين، إلى جانب إغلاق مطارات أخرى، يعكس حجم الضغط الذي تتعرض له منظومة العدو الجوية، مبينًا أن تحليق الطائرات المسيّرة اليمنية يمنع حركة طيران العدو المدني، ما يرسخ صورة الحصار الجوي اليمني القائم.

ما يجري حاليًا "ليس سوى مقدمة لمرحلة الانتقام الحقيقي" ردًا على الجرائم الصهيونية في اليمن، فالمسيّرات، بغض النظر عن إصابتها لهدفها بشكل مباشر، تؤدي دورًا استخباراتيًا بالغ الأهمية، إذ توفر معلومات وصورًا دقيقة تُستخدم لاحقًا في التخطيط للعمليات الكبرى، كما تساهم في بناء قاعدة بيانات ميدانية مناسبة للتخطيط القادم، وهذا جزء رئيسي من عملها.

قدرات يمنية متطورة:

ويؤكد الخبير العسكري العقيد أكرم كمال سيروي أن المسيّرات اليمنية باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للعمق الاستراتيجي لكيان العدو الإسرائيلي، بعد أن تمكنت من الوصول إلى أهداف حساسة تُعد من أكثر الأهداف تحصينًا، ومنها مفاعل ديمونا النووي.

ويقول سيروي في حديثه لقناة "المسيرة" إن القدرات اليمنية المتطورة في مجال المسيّرات والصواريخ تُشكل "مشهدية تقض مضجع قطعان الصهاينة"، الذين باتوا يشعرون بفقدان الأمن والأمان، مؤكداً أن القدرات اليمنية تستطيع الوصول إلى كل الأهداف الحساسة داخل كيان العدو الإسرائيلي.

نحن إذًا أمام تحول نوعي في قدرات اليمن على مستوى المسيّرات والصواريخ، حيث بات بإمكان هذه الطائرات الوصول إلى أهداف على بعد أكثر من ألفي كيلومتر، والتحليق في أجواء متعددة دون أن يتم رصدها من قبل أنظمة دفاع العدو الجوي.

وفيما يتعلق باستهداف منطقة ديمونا، يقول سيروي إن هذا هو أخطر الأهداف داخل كيان العدو، حيث يعد جرس إنذار كبيرًا لقطعان الصهاينة بأن اليمن قادر على "تفجير الأراضي المحتلة من داخلها"، مؤكداً أن اليمن أصبح يمتلك مسيّرات "شبحية" لا يتم اكتشافها إلا بعد تنفيذ ضرباتها، قائلاً إن "الأعداء الإسرائيليين ينتظرون البيانات اليمنية ليعرفوا عدد المسيّرات التي دخلت أجواءهم بعدما فشلوا في رصدها".

يوضح أن تأثير العمليات لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد والبنية التحتية، حيث تسبب الحصار اليمني عبر البحر الأحمر بإفلاس موانئ العدو الإسرائيلي وتوقف حركة الملاحة البحرية والجوية، إلى جانب انسحاب مئات الشركات العالمية التي لم تعد ترى كيان العدو وجهة آمنة للاستثمار أو العمل.

 وبحسب العقيد سيروي، فإن "الخطر اليوم لم يعد نظرياً، بل أصبح حقيقياً يهدد بخلق شلل اقتصادي وعسكري داخل كيان العدو، ويدفع قيادة العدو الإسرائيلي إلى تشكيل لجان تحقيق عاجلة لفهم كيف وصلت المسيّرات اليمنية إلى أهدافها دون أن تُكتشف".


خطابات القائد