• العنوان:
    النازحون الفلسطينيون يتكدسون على شاطئ بحر مدينة غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كشف تقرير متلفز لقناة المسيرة من غزة، اليوم الأربعاء، عن واقع إنساني مأساوي ومؤلم يعيشه النازحون الفلسطينيون على شاطئ بحر مدينة غزة.
  • كلمات مفتاحية:

ففي ظل استمرار العدوان والحصار الصهيوني، ومع رفضهم لمغادرة مدينتهم، اضطر آلاف النازحين إلى إقامة خيامهم العشوائية على الشاطئ وفي شوارع المنطقة الغربية من المدينة، بحثاً عن ملاذ مؤقت.

وسلط التقرير الضوء على الظروف القاسية التي يواجهونها، وعلى رسالتهم الصامدة للعالم، حيث تصف الشهادات الواردة في التقرير الذي أعدته مراسلة القناة دعاء روقة، واقعاً لا يمكن تصوره، حيث يعيش النازحون في ظروف بدائية للغاية تفتقر لأبسط مقومات الحياة. فوفقاً لأحد النازحين، الخيام لا تُقام في مناطق مخصصة، بل في الشوارع، وسط تلال من القمامة ومياه المجاري.

هذا الوضع يمثل تهديداً خطيراً على الصحة العامة، خاصة مع انتشار الحشرات والأوبئة التي تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، إن غياب البنية التحتية الأساسية، مثل الصرف الصحي والمياه النظيفة، يجعل هذه التجمعات بؤراً للأمراض.

ويعاني النازحون من ضيق المكان، حيث يضطرون لإقامة خيامهم على الأسفلت في الشارع لعدم وجود مساحة كافية في المخيمات المكتظة، هذه الظروف تزداد قسوة مع اقتراب فصل الشتاء، واهتراء الخيام، وغياب أي حماية من عوامل الطقس.

وتتصاعد المعاناة بشكل خاص بين الأطفال الذين هم الفئة الأكثر ضعفاً، حيث يروي أحد النازحين بمرارة أن أطفالاً يموتون بسبب الظروف القاسية، وأنهم يعانون من نقص حاد في الحليب والحفائظ والغذاء.

يتجسد هذا الألم في مشاهد الأطفال المرميين في الشارع، والذين لا يجدون ما يقيهم من البعوض والذباب، هذا الوضع المأساوي يمثل دعوة ملحة للمنظمات الإنسانية الدولية لتقديم الدعم الفوري والضروري.

ورغم كل هذه الظروف، يبرز في شهادات النازحين تمسكهم الشديد بأرضهم ورفضهم القاطع للنزوح إلى الجنوب، يؤكد أحد النازحين أن الموت في أرضه أكثر شرفاً من النزوح، ويشير إلى أن جميع محاولات إجباره على المغادرة قوبلت بالرفض. هذا الرفض ليس نابعاً من العاطفة فقط، بل من قناعة راسخة بأحقيتهم في البقاء. وتصل هذه القناعة إلى حد التضحية بالنفس، كما يقول أحد النازحين: "أنا أهون علي الأبراج هذه تتكى عليا، والبحر يطف علي. ولا أطلع من المنطقة هذه".

ويعود سبب هذا الرفض القاطع إلى تجربة سابقة مريرة مع النزوح. يروي أحد النازحين أنهم نزحوا إلى الجنوب من قبل، وتم خداعهم بوعود كاذبة بالأمان، مما أدى إلى فقدانهم لأحبائهم هناك.

هذا الواقع، الذي أدى إلى موت أفراد عائلته أمام عينيه، عزز قناعته بأن الأمان الحقيقي يكمن في البقاء على أرضه، حيث وهذه التجربة تبرهن على أن النازحين لا يرفضون النزوح من باب التهور، بل من خبرة سابقة مؤلمة.

ويحمل النازحون رسالة واضحة ومؤثرة إلى العالم العربي والعالم أجمع، يناشدونهم فيها بالالتفات إلى معاناتهم ومعاناة أطفالهم، مؤكدين رفضهم الاستسلام لليأس رغم كل الصعوبات، ويُظهرون صموداً استثنائياً في وجه الظروف القاسية، معتمدين على إيمانهم الراسخ بحقهم في البقاء.

ويؤكد هذا التقرير بأن الوضع على شاطئ غزة هو شهادة حية على التناقض الصارخ بين قسوة الواقع وروح الصمود التي يظهرها الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه وحقه في الحياة عليها.










خطابات القائد