• العنوان:
    أمهات غزة: بين صرخات الفاجعة وزغاريد الشهادة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في قلب القطاع المحاصر، حيث تتسع جراح المأساة الإنسانية كل يوم، تعيش أمهات غزة واقعاً مؤلماً يتراوح بين صرخات الفاجعة على فقدان فلذات أكبادهن، وزغاريد الشهادة التي تطلقها أرواح مؤمنة بالصبر والاحتساب، ورغم الدمار الهائل والتهجير القسري الذي طال نحو مليوني إنسان، تظل الأم الفلسطينية رمزاً للصمود والتضحية المستمرة في ظل جرائم الإبادة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني.
  • كلمات مفتاحية:

وبحسب تقرير متلفز لقناة المسيرة، اليوم الأربعاء، ضمن برنامج نوافذ، فقرة جريمة القرن، فقد تسبب العدوان الصهيوني الاجرامي والدمار الهائل للمنازل في تشريد ما يقارب مليوني شخص، أي نحو 90% من سكان قطاع غزة، تاركين عشرات الآلاف من الأسر بلا مأوى. هؤلاء النازحون ينامون في العراء أو في خيام مؤقتة لا تقي من البرد أو الأمطار أو حر الصيف القادم.

ووفق تقارير أممية، يعيش مئات الآلاف منهم في الشوارع، ساحات المدارس، والأراضي المفتوحة، في ظروف قاسية وغير آمنة.

أزمة الإيواء: تضرر أو دمر أكثر من 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفاً خلال الشتاء الماضي، بسبب العواصف والأمطار، وتنام الأسر على الأرض دون فراش أو غطاء، مما يجعلها عرضة للأمراض التنفسية ولدغات الحشرات، وخاصة الأطفال وكبار السن، وسط تقارير طبية عن ارتفاع حالات الالتهاب الرئوي والإسهال.

أسعار فلكية: بات العثور على خيمة أمراً شاقاً، حيث تتراوح أسعار الخيام الصغيرة أو المستعملة في السوق المحلي عند أكثر من 200 دولار، بينما الخيمة الجديدة قد تصل إلى 760 دولاراً، في ظل عجز الدويلات العربية عن تقديم دعم حقيقي.

الحرمان من الأساسيات: يصل سعر البطانية الواحدة إلى ما بين 25 و40 دولاراً، مما يجعل الحصول عليها حلماً مستحيلاً. ويحصل أقل من 15% من الأسر النازحة على دعم إيواء منظم، بينما يعتمد الباقون على حلول بدائية أو شراء خيام بأسعار مرتفعة.

صحة الأطفال: يعاني أكثر من 50% من الأطفال المشردين من البرد الشديد ليلاً، وسجلت حالات إصابة بأمراض تنفسية وجفاف، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية.

وفي مشهد مؤثر، تروي أم فلسطينية بصوت يملؤه الحزن والحرقة تفاصيل الإجرام الصهيوني، وكيف قتل العدو ابنها الصغير. كلمات بسيطة لكنها تحمل ثقلاً هائلاً من الألم: "يا الله يمه يا عزيز... يا الله... كل يوم نقول يا عالم... لا طعمتي قلتي يالا، قولي يا مي شناكل عيشنا يوم العف... يمه كانت تقول يا يمه، يا مي ما تاكلي، كلي يا أمي". هذه الصرخات تعكس حجم الكارثة الإنسانية ووحشية العدوان الصهيوني الإجرامي الذي فاق كل الإجرام.

أمهات لا يصدقن فقدان فلذات أكبادهن، يرفضن التخلي عنهم، ويتمنين اللحاق بهم في ركب الشهادة، في الوداع الأخير، بقلوب ملؤها القهر وأعين تفيض دمعاً، وبوجوه أسدل الحزن ستائره عليها كليل حالك، تحن الأمهات على أبنائهن، يمسحن على وجوههم، ويقبلن جباههم، ويخاطبنهم كما لو كانوا أحياء، بكلمات أخيرة لن يدوم الظلم.

على الرغم من ألم فراق الأبناء والأهل، تظل الأم الفلسطينية مؤمنة، صابرة، محتسبة، واثقة بما عند الله، واثقة من طريق الحق الذي تسلكه في مواجهة أعداء الأمة. تزف ابنها الذي نال وسام الشهادة، بالزغاريد الممزوجة بالحزن، وبكلمات الفخر والاعتزاز، قائلة: "اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً، مبارك يا الله... في البرد قلت لك الحمد لله، خصفت بيتي، وقلت لك الحمد لله، استشهد ابني، قلت لك الحمد لله... اللهم اجعل لي المزيد برضاك".

هذه الكلمات، التي تنبع من قلب مؤمن، تعكس صموداً أسطورياً، وتحدياً لليأس، ورسالة واضحة بأن الحياة ستستمر، وأن الظلم لن يدوم. إنها دعوة صادقة للعالم كي يتحرك، قبل أن تتحول هذه القصص إلى مجرد أرقام منسية في ذاكرة العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، وتضع ضمير العالم أمام اختبار حقيقي لمسؤوليته الأخلاقية والقانونية.


خطابات القائد