• العنوان:
    العدو يرسخ المجاعة.. الحصول على الغذاء في غزة معركة بقاء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محمد الكامل| المسيرة نت: في غزة المحاصرة، لم يعد الطعام حقاً بديهياً، فقد صار معجزة يومية يرهق كاهل الأسر التي أنهكها العدوان الصهيوني والحصار، حيث أن كل رغيف خبز أصبح حلماً بعيد المنال، وسط أسعار جنونية وانعدام المواد الغذائية الأساسية، يهدد حياة أكثر من نصف سكان القطاع بالجوع شبه التام.

وتكشف الإحصاءات حجم الكارثة: حيث أن أكثر من 1.2 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الكامل، بينهم نحو 514 ألف شخص يواجهون ظروفاً حرجة حسب تقارير الأمم المتحدة. بينما يعيش الأطفال وكبار السن في دائرة الخطر الأكبر، حيث لا يحصل أكثر من 55% من الأطفال على الحد الأدنى من البروتينات والفيتامينات الضرورية لنموهم وصحتهم.

 ويصر العدو على الاستمرار في اغلاق المعابر منذ مايو الماضي الامر الذي انعكس كذلك على ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية لم يسبق لها مثيل: سعر كيلو الطحين يصل بين 415 و500 دولار، وكيلو الأرز يزيد عن 15 دولارات، وكرتونة البيض بين 92 و97 دولاراً، والزيت تجاوز 40 دولاراً، مع الإشارة إلى أن أقل من 20% من المتاجر هي قادرة على توفير السلع الأساسية، وغالباً بكميات محدودة وبأسعار باهظة.

وسط هذا الواقع، تروي الصور والقصص الإنسانية حجم المأساة: مسنون يعانون من التجويع، ظهرت عظام صدرهم بارزة نتيجة النقص الحاد في الغذاء، وأطفال يتضورون جوعاً ويموتون بسبب سوء التغذية، الطفل أبو رزق صارت صرخته المدوية حول العالم رمزاً للمعاناة التي يعيشها الأطفال في غزة، إذ فارق الحياة بعد فشل محاولات إنقاذه.

ولا تقف المعاناة عند حدود نقص الغذاء، بل تمتد لتؤثر على الصحة النفسية للأسر، حيث يعيش أكثر من 75% منهم حالة قلق دائم بشأن تأمين وجباتهم اليومية، ما يزيد معدلات الاكتئاب والضغط النفسي، ويجعل الغذاء تحدياً يومياً للبقاء على قيد الحياة.

وتحولت غزة إلى ساحة معركة للبقاء، إذ لا يسمح الحصار واغلاق المعابر وتدمير البنية التحتية بتأمين أبسط حقوق السكان في الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الصحية، لا سيما وأن السكان يتنقلون بين المعاناة اليومية وبين البحث عن بدائل غذائية منخفضة القيمة أو الاعتماد على مساعدات نادرة، تكاد لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

وتجاوز الوضع حدود الأمن الغذائي إلى مجاعة فعلية، تهدد حياة آلاف الفلسطينيين يومياً، وفق وصف الأمم المتحدة ومع ذلك، يغلق العالم العربي والإسلامي أعينه عن هذه المأساة، تاركاً الأبرياء في مواجهة التجويع الممنهج والقتل البطيء، بينما تتفاقم الكارثة وسط صمت دولي مريب.

يتعالى صراخ المعاناة الإنسانية يومياً للأطفال الجياع وكبار السن الذين يفقدون القدرة على الحصول على أبسط حقوقهم، وسط استمرار العدوان الصهيوني على غزة كل يوم يمر، تزيد معاناتهم، وتتعاظم الحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياة ملايين الأبرياء.

وتحكي غزة اليوم للعالم قصة صمود وكفاح، لكنها أيضاً صرخة في وجه الظلم، صرخة الأطفال الذين لم يجدوا حليباً، وكبار السن الذين يموتون جوعاً، وسط عالم يراقب دون حراك.


 





خطابات القائد