• العنوان:
    الخوارزميات: من محرك رقمي إلى سلاح فتاك في حرب العقول
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: استعرض الخبير اللبناني المتخصص في مجال تقنية المعلومات، المهندس وائل كركي، الأبعاد المتعددة لتأثير الخوارزميات على حياتنا اليومية، ويُظهر كيف تحوّلت هذه التقنية من مجرد أداة لتنظيم المحتوى إلى سلاح استراتيجي في الصراع المعلوماتي، لافتاً إلى الخصائص التقنية للخوارزميات، وآليات عملها، ومخاطرها المتزايدة على الوعي الفردي والمجتمعي، ويُقدّم إرشادات حول كيفية مواجهة هذه التحديات.
  • كلمات مفتاحية:

وقال المهندس كركي في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج "نوافذ" إن الخوارزميات تُعدّ "العقل الخفي" الذي يُدير المنصات الرقمية الكبرى، فهي منظومة معقدة تتحكم بما نراه، ونسمعه، ونستهلكه، آلية عملها تقوم على مراقبة دقيقة لكل حركة يقوم بها المستخدم (إعجاب، تعليق، تمرير)، لتُنشئ ملفاً شخصياً دقيقاً عنه، ومن خلال هذا الملف، تستطيع الخوارزميات أن تُقدّم محتوى وتوصيات تُناسب اهتماماته وسلوكه، بل وتتنبأ بالمنتجات التي قد يشتريها، والأشخاص الذين قد يعرفهم في الحياة الواقعية.

وتُظهر الأرقام أن الخوارزميات تُمارس تأثيراً طاغياً على حياتنا. فـ91% من المستهلكين يشترون منتجات بناءً على توصياتها وإعلاناتها الموجهة، مما يُزيد إنفاقهم بنسبة تصل إلى 23%. كما أن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع أن 75% من التفاعل الرقمي العالمي سيكون مُداراً بالخوارزميات بحلول عام 2030.

 

من أداة تقنية إلى سلاح فتاك في الصراع المعلوماتي

وأوضح الخبير اللبناني أن الخطورة الحقيقية للخوارزميات تكمن في تحولها من مجرد أداة تجارية إلى "سلاح فتاك" في الصراع المعلوماتي، حيث تُستخدم لفرض سرديات إعلامية معينة، ونشر الأخبار المضللة.

وأفاد أن هذه الخوارزميات لم تعد حيادية، بل تُظهر انحيازاً واضحاً. فهي تُعطي الأولوية للمحتوى "التافه" والسطحي (مثل محتوى الفسق والرقص والغناء)، بينما تُقيّد وصول المحتوى الهادف أو السياسي، وتُعطّل نشره، أو حتى تقوم بـ"حظر خفي" للمنشورات التي لا تتوافق مع أجندتها.

وفي أوقات الحروب والصراعات، تتحول الخوارزميات إلى أداة تُستخدم للتحكم بالرواية الإعلامية، حيث تنتشر الأخبار التي تختارها أسرع بستة أضعاف من الأخبار التقليدية، ويُتيح هذا للقوى التي تُدير هذه المنصات إغراق الفضاء الرقمي بالمعلومات التي تخدم مصالحها، وتسهيل وصولها إلى أدمغة حوالي خمسة مليارات شخص يستخدمون هذه المنصات.

ولفت المهندس كركي إلى أن الخوارزميات تُضعف الإرادة الذاتية للإنسان، حيث أصبح العالم "مُسيّراً" عبر هذه المنصاتـ مؤكداً أننا في الواقع لم نعد مسيطرين على هذه الأدوات، بل هي التي تُسيطر علينا، وتقوم بـ"كيّ وعينا" وتوجيه عقولنا دون أن نُدرك ذلك، حيث وهذا التوجيه لا يقتصر على الأمور التجارية، بل يمتد إلى تمرير مشاريع سياسية وإيديولوجية، والترويج لأي سردية إعلامية معينة في أي مكان في العالم.

وبين أن هذا الصراع غير متكافئ، فمن يتبنى السردية التي تريدها هذه المنصات يُسمح له بنشر ما يريد، بينما من يقف ضدها يُواجه بحظر كامل أو خفي، هذا الأمر يضع المستخدم العادي دائماً في موقع الدفاع، ويُتطلب منه جهداً مضاعفاً لمجابهة الشائعات والأخبار المضللة.

 

سبل المواجهة: أهمية التوعية الرقمية

وعلى رغم أن الوقوف بوجه هذا العمل الخوارزمي الضخم يكاد يكون مستحيلاً، إلا أن الخبير اللبناني المتخصص في مجال تقنية المعلومات يُقدّم حلاً واحداً، وهو "التوعية الرقمية".

وأضاف أنه يجب على المستخدم أن يُدرك خطورة الأمر، وألا يُصدّق كل ما يراه على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه أن يكون مدققاً للحقائق، وأن يتأكد من مصدر الخبر وصحة الصورة والفيديو قبل تبني أي وجهة نظر.

ونوه المهندس كركي إلى العرب تحديداً يُعانون من هذه التقنيات، فهم يستفيدون منها بنسبة لا تتجاوز 10%، في حين تُشكل الخطورة عليهم نسبة تصل إلى 90%، لأن من يُدير هذه الأدوات هو "العدو اللدود لهذه الأمة".








خطابات القائد