وفي مداخلة على قناة المسيرة بشأن تشييع الشهداء العظماء في حكومة التغيير والبناء، قال الدكتور بزي: "ظهر اليمن بموعد مع عظمة الشهيد، وجسّد الموقع المتقدم الذي يمثله الشهيد، سواءً كان مجاهداً أم قائداً عسكرياً أو قائداً سياسياً".

وأضاف أن "اليمنيين اختطوا لأنفسهم أن يبقوا إلى جانب فلسطين كما هم الآن وحيدين لصيقين، وهذا الخيار يستثير العدو لدرجة أنه يبحث عن الإيذاء حتى لو كان شكلياً بمضمونه العميق"، مؤكداً أن العدو افتقد الإطار المعنوي الذي كان يبحث عنه من وراء هذه الجريمة.

وتابع حديثه: "شكل التشييع اليوم ومضمونه كان يعبر عن وجود دولة كاملة المشهدية والمعاني، ودولة لها خياراً استراتيجياً ووطنّت نفسها على التمسك بالمبادئ".

وأوضح أن اليمن يراكم المشهد الذي تنتظره الأمة، مبيناً أن وجود "قائد وقوات مسلحة وجماهير محتشدة على مدى عامين" من أبرز عوامل النصر على العدو الصهيوني.

ولفت إلى أن الجماهير التي احتشدت في ميدان السبعين اليوم "قدمت مشهداً يمثل إكباراً لتضحيات الشهداء، والسير على طريقهم، والتأكيد على أن هذه الدماء الطاهرة ستكون محفزاً ونبراساً للمزيد من الضوء والانخراط في هذه المسيرة اليقينية التي يمثل فيها الإيمان والتكليف القرآني وفلسطين هي الوجهة".

[التشييع المهيب يؤكد خيار اليمن الاستراتيجي: دماء الشهداء محفز للضربات المقبلة في البحر الأحمر وساحات المواجهة مع العدو

🔹 د. وسيم بزي - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/5EQ2KwEQCk

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) September 1, 2025] 

وتطرق إلى أن "العالم العربي والإسلامي والعالم الخارجي شاهد مشاهد التشييع اليمني بإجلال وإكبار، لما رآه من إرادة وإصرار لدى الشعب اليمني"، مؤكداً أن "الشعوب ترى وتخزن في داخلها هذه المواقف وتسجلها".

وفي سياق متصل أوضح الدكتور وسيم بزّي أن العدو بهذه الجريمة "انتقل إلى الشكل الوضيع الذي يعبر عن العجز والإجرام الذي يلازمه باستمرار ويزيد فضح وجهه القبيح".

وقال في هذا الصدد: "حينما نتحدث عن حكومة بلد ومسؤولين لهم علاقة بإدارة الدولة والخدمات والاحتكاك بالناس، فإن أي تضخيم للإنجاز يلفظه الواقع والشواهد"، منوهاً إلى أن "صدور بيانات وتصريحات عن وزير الدفاع ورئيس الأركان مثلت أكبر الصفعات للعدو".

وأضاف أن "14 هجوماً صهيونياً على اليمن، أكثرها شملت الموانئ، وهي ما تزال تعمل، وكذلك شركات الكهرباء والمياه والأسمنت، وهذا كان عجزاً واضحاً".

وأكد أن "جريمة الخميس الماضي ستفرض محددات وقواعد اشتباك وأسساً تعكس قواعد جديدة في إطار مراحل المواجهة التي ما زلنا في قلبها".

وأشار إلى أن "هناك كفتين واضحتين، الأولى: من اختار الوقوف مع الحق بتكليفه وإرادته بالتضحية، والثانية: هناك من قرر عن وعي وإدراك أن يكون شريكاً لهذا العدو بمفاعيل بعضها منظور وأكثرها غير منظور".

وزاد بالقول: "أن يتآمر الأشقاء مع من يستهدف بأصل مشروعه بيوتنا وبلداننا وكعبتنا ومدينتنا المنورة وكل قواعد الإسلام المحمدي الأصيل، وهو يجاهر ويرفع خرائطه جهاراً نهاراً وقد حذفت منها بلدان ودول عربية وإسلامية، فهذا يمثل سقوطاً وتجرداً عن كل انتماء".

وفي سياق آخر، عرّج الدكتور وسيم بري على العملية اليمنية الأخيرة التي استهدفت سفينة نفطية تابعة للعدو الصهيوني.

وأوضح أن "القوات المسلحة اليمنية تحدثت عن هذه العملية بإيقاع سريع دون ربط مباشر بالجريمة النكراء التي استهدفت رئيس الوزراء ورفاقه، ووثقتها في السياق الطبيعي الذي له علاقة بإسناد فلسطين".

وبيّن أن هذا "يفسر أن موضوع الجريمة له سياق وظروف ورد تحدده القيادة اليمنية كمّاً ونوعاً".

ولفت إلى أن "الإعلام العالمي مهتم بالجغرافيا البحرية لنقطة استهداف السفينة النفطية الصهيونية، التي كانت متجهة إلى إحدى دول المنطقة".

[معركة كسر الإرادات: جريمة الخميس تفتتح مرحلة مواجهة جديدة بقواعد اشتباك مختلفة وستكشف عجز العدو الأمني

🔹 د. وسيم بزي - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/14E8Wmc4e2

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) September 1, 2025]

واعتبر مكان الاستهداف مؤشراً على أن مسرح العمليات في البحر الأحمر سيبقى مفتوحاً على الكثير من المفاجآت القادمة.

وتوقع أن تتمكن اليمن من تغطية ثلاث ساحات بزخم عملياتي مكثف ودقيق، في كل من البحر الأحمر والبحر العربي ومدن فلسطين المحتلة.

وأكد أن العملية البحرية الأخيرة حملت "مفاجأة كبيرة، تعبر عن أذرع طويلة ودقيقة للقوات المسلحة"، موضحاً أن "القدرة على استهداف سفينة في تلك المسافة البعيدة، وبصاروخ باليستي يصيب الهدف ويتجاوز التعقيدات التي يعرفها المعنيون، يدل على أن اليمن يحمل في جعبته الكثير والكثير".

[ضربة صاروخ باليستي يمني دقيقة على هدف بحري تُظهر الذراع الطويلة لليمن وتُدخل عناصر جديدة في معادلة الصراع

🔹 د. وسيم بزي - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/ZZztPzdsOr

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) September 1, 2025]

وقال: إن "هذا أفق جديد للمواجهة له علاقة بالإبداع اليمني في إدخال عناصر جديدة إلى ميدان الصراع لإيصال ضربات ورسائل بالغة الأهمية في المواجهة".

وعلى ضوء هذه المعطيات، أكد الدكتور وسيم بري في ختام حديثه للمسيرة أن "هناك معركة إيمان بإصرار متناهي تعبّر عن ما كتبه التاريخ عن اليمن"، مبيناً أن "هذه المعركة أتت في ذروة الفعل الإيماني القرآني المجسد بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي".