• العنوان:
    الحضور وفاءٌ للشهداء وصوتٌ للوفاء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في لحظات استثنائية تصنع التاريخ، تتجه أنظار اليمنيين اليوم إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، حيث يلتقي الشعب والدولة في مشهد جامع لتشييع شهداء اليمن من حكومة التغيير والبناء، يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء ورفاقه العظماء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 إنها ليست مجرد جنازة رسمية أو شعبية، بل هي لوحة وطنية كبرى، تجسد وفاء الأمة لأهل الوفاء، وتؤكد أن دماء الشهداء هي بوصلة الطريق وعنوان الاستمرار في مواجهة العدوان والصمود في وجه التحديات.

إن دعوة اللجنة المنظمة للحضور والمشاركة ليست نداءً عاديًا، بل هي استدعاء لضمير الشعب كي يتوحد في ساعة الحقيقة، ويعلن للعالم أن اليمن لا يشيّع رجاله بالصمت والانكسار، بل بالزحف الكبير والوفاء العظيم.

فالحضور اليوم واجب على كل قلب حر، وهو عهد يُجدَّد مع الشهداء الذين حملوا هموم الأمة بجدٍّ وإخلاص، وتركوا خلفهم إرثًا من المواقف المضيئة والقرارات الصلبة والعمل الدؤوب من أجل شعبهم وقضيتهم المركزية، فلسطين.

لقد كان رئيس الوزراء ورفاقه العظماء نموذجًا لرجل الدولة المجاهد، الذي لم ينحنِ أمام التهديدات ولم يساوم على المبادئ، بل جعل من منصبه ساحة جهاد، ومن موقعه منصة خدمة صادقة. ومضوا كما يمضي الأبطال دائمًا، شهداءً في الميدان، لا على موائد المساومات ولا في دهاليز الصفقات. ولهذا فإن الشعب الذي لمس أثرهم في حياته اليومية، وعرف صلابتهم في الدفاع عن كرامته وسيادته، لن يتخلف عن وداعهم بما يليق بمقامهم.

التشييع اليوم في ميدان السبعين يحمل رسالة مزدوجة: فهو من جهة وفاءٌ لشهداء أعطوا كل شيء حتى حياتهم، وهو من جهة أخرى رسالة قوة إلى الداخل والخارج بأن اليمن لا ينكسر برحيل قادته، بل يزداد صلابةً. فمن يظن أن استهداف قيادات حكومة التغيير والبناء سيترك فراغًا أو يثني المسيرة، سيكتشف أن دماءهم أطلقت آلاف العزائم، وأن الشهداء يكتبون بدمائهم صفحات جديدة من الصمود والإصرار.

وليس غريبًا أن يخرج اليمنيون اليوم بالآلاف، شيبًا وشبانًا، رجالًا، ليقولوا كلمة واحدة: نحن أوفياء لدماء الشهداء. فهؤلاء القادة لم يعيشوا لأنفسهم، بل عاشوا لوطنهم وشعبهم، وخدموا الناس بأعمارهم وجهودهم، حتى ختموا حياتهم بأعظم وسام يمكن أن يناله إنسان، وسام الشهادة في سبيل الله. والحضور في ميدان السبعين اليومسيكون امتدادًا لهذه الروح، ليشهد العالم أن اليمنيين لا يشيّعون أجسادًا صامتة، بل يشيّعون راياتٍ خفاقة تعلن أن دماء الشهداء تصنع المستقبل.

إن هذا الحضور الواسع لن يكون مجرد واجب اجتماعي أو ديني، بل هو فعل سياسي وموقف وطني. فهو رسالة للعالم أن حكومة التغيير والبناء التي دفعت دماءها ثمنًا لصدقها مع شعبها، ستظل باقية في وجدان الأمة، وأن العدوان الذي أراد أن يطفئ نورها قد أشعل بدمائها وقود الاستمرار. كما أن التشييع غدًا سيكون بمثابة استفتاء شعبي على الوفاء للشهداء وعلى رفض كل أشكال الوصاية والتبعية، وتجديدًا للعهد مع القيادة التي تسير على النهج ذاته.

ولعل أهم ما سيحمله التشييع هو التأكيد على أن اليمن لا يقف عند حدود الألم، بل يحوّل مصابه إلى قوة. فمن دماء الشهداء ودموع الفراق تولد عزيمة لا تنكسر، ومن رحيل القادة تصعد أجيال جديدة تحمل الراية نفسها وتكمل المسيرة. وهذا هو سرّ اليمن الذي أذهل العالم: كلما ازداد نزيفه، ازداد قوةً وصلابةً وإيمانًا بقضيته الكبرى، فلسطين، وبحتميّة الانتصار على العدوان مهما طال الزمن.

اليوم سيكون ميدان السبعين شاهدًا على واحد من أبهى المشاهد الوطنية، حيث تلتقي مشاعر الحزن بالفخر، وتجتمع دموع الوداع مع عزائم العهد، فيصنع اليمنيون لوحةً تليق بشهدائهم العظماء. واليوم أيضًا، سيكتب التاريخ أن هذا الشعب لم يترك شهداءه يمضون بصمت، بل خرج خلفهم يهتف بالوفاء، ويجدد الوعد بالسير على دربهم حتى يتحقق النصر.

فليكن الحضور كلمة وفاء جماعية، ولتكن المشاركة الشعبية والرسمية بمثابة رسالة إلى العالم: إن حكومة التغيير والبناء لم ترحل، بل أصبحت بدماء قادتها أكثر حضورًا وخلودًا، وإن اليمن بشعبه وقيادته ما يزال وسيبقى ماضيًا في الطريق ذاته حتى يتحقق الوعد الحق، وتشرق شمس الحرية على القدس.


خطابات القائد