-
العنوان:من عقدة التفوق إلى عقدة الفناء.. قراءة في عنصرية الكيان الصهيوني
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
أمس، لفت انتباهي تعليقٌ لأحد
المسؤولين الصهاينة "في مِنصة X
باللغة الإنجليزية" على منشورٍ لأحد الناشطين من الجنسية الأمريكية الذي عبَّر
فيها عن رفضِه لجريمة اغتيال رئيس وزراء حكومة التغيير والبناء في اليمن وعدد من
رفاقه الوزراء، يقول فيه هذا الصهيوني إن "ظُفْر
اليهودي يساوي عشرة مليار إنسان من بقية الناس".
هذا الكلام ليس مُجَـرّد مُزحة أَو تصريح
عابر، بل يعكس بشكل صريح العقلية الاستعلائية التي تغذي الفكر الصهيوني منذ نشأته،
والتي تعتبر الإنسان غير اليهودي أقل قيمة، وأحيانًا مُجَـرّد وسيلة لتحقيق مصالح
"الشعب المختار".
إن ملاحظة هذه التصريحات ليست ترفًا،
بل مفتاح لفهم سبب استمرار الاحتلال، واستمرار المجازر في فلسطين رغم كُـلّ الإدانات
الدولية. فهي تعكس أَسَاسًا فكريًّا مترسخًا، يجعل دماء الفلسطينيين بلا قيمة في
عيون منظومة الكيان، ويبرّر كُـلّ أشكال الإرهاب المنظم الذي يمارسه ضدهم.
جذور الفكر الصهيوني العنصري
الفكر الصهيوني الحديث يستمد جذوره
من نصوص تلمودية وتوراة محرّفة، حَيثُ يُطلق على غير اليهود لقب
"الأغيار"، ويصوَّرون على أنهم أدنى منزلة، وبعض هذه النصوص يبرّر استغلالهم
أَو حتى قتلهم دون ذنب سوى اختلافهم الديني أَو القومي.
هذا التراث الفكري، الممتد منذ تأسيس
الحركة الصهيونية السياسية في أواخر القرن التاسع عشر، هو الذي يفسر تعليقات مثل
تعليق المسؤول على منصة X، ويكشف
سبب الجرائم المُستمرّة بحق الفلسطينيين منذ قيام الكيان وحتى اليوم.
وإذا نظرنا إلى أيديولوجيا الصهيونية
السياسية، نجد أنها قائمة على ما يمكن تسميته بـ "عقدة التفوق": اعتقاد
مزيف بأن اليهود فوق البشر الآخرين، وأن مصالحهم مقدسة، وأن أيَّ إنسان من الشعوب
الأُخرى قابلٌ للتضحية بها لتحقيق هذه المصالح.
تجليات العنصرية في الواقع
الفلسطيني
تترجم هذه العقلية العنصرية إلى سياسات
وممارسات يومية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
المجازر والقتل الجماعي: قصف الأحياء
السكنية في غزة دون تمييز، وكأن أرواح الأطفال والنساء لا تعني شيئًا.
التهجير القسري: تشريد الفلسطينيين
من أراضيهم في الضفة والقدس، وهدم منازلهم تحت حجج واهية.
القمع والاعتقال: اعتقال المعارضين
السياسيين، وقمع أي نشاط مقاوم، وكأن الفلسطينيين بلا حقوق إنسانية.
الحصار الاقتصادي والاجتماعي: فرض
حصار طويل الأمد على غزة، وحرمان السكان من أبسط مقومات الحياة.
كل هذه الممارسات متوافقة مع رؤية
عقلية ترى في الآخرين كائنات أدنى، وتجعل من الانتهاك اليومي للأرض والحق
الفلسطيني سياسة رسمية مدعومة دوليًّا.
مقارنة تاريخية: النازية والاستعمار
الغربي
لفهم عمق هذه العقلية، يمكن مقارنتها
بعقدة التفوق التي طبقتها الأنظمة النازية في أُورُوبا خلال القرن العشرين، حَيثُ اعتبر
النازيون أنفسهم "العرق الأعلى" وأهدروا حياة ملايين البشر؛ بسَببِ هذا
الاعتقاد.
كما يمكن مقارنتها بعقلية الاستعمار
الغربي الذي كان يرى شعوب المستعمرات كأدنى منزلة، ويبرّر القتل والنهب باسم
"تحضير الشعوب البدائية" و"نشر الحضارة".
في هذا الإطار، يصبح تعليق المسؤول
الصهيوني انعكاسا حديثًا لهذه العقلية العالمية، لكنها متجددة في سياق الصراع
الفلسطيني، حَيثُ تتحد العنصرية الدينية مع الاستعلاء السياسي والعسكري لتبرير الاحتلال
والمجازر.
ازدواجية الخطاب الصهيوني
الكيان الصهيوني يتحدث في المحافل
الدولية عن "حقوق الإنسان" و"الديمقراطية"، لكنه عمليًّا يمارس
أبشع أشكال العنصرية ضد الفلسطينيين. تصريحات مثل تلك التي وردت على منصة X تؤكّـد أن هذه الادِّعاءات مُجَـرّد واجهات
إعلامية، وأن العقلية الحقيقية قائمة على استعلاء عنصري وجبروت مطلق تجاه بقية
البشرية.
وتصبح هذه الازدواجية أكثر وضوحًا
حين يقرأ العالم أفعال الاحتلال اليومية، من قتل الأطفال إلى تدمير البنية التحتية،
مقابل صور إعلامية للكيان يظهر فيها كـ"دولة ديمقراطية" تحترم الحقوق.
من عقدة التفوق إلى عقدة الفناء
لكن هذه العقلية الاستعلائية تحمل في
طياتها بذور فنائها. فكلما تعاظمت جرائمهم، كلما انكشف وجههم الحقيقي أمام شعوب
العالم. وكلما بالغوا في ادِّعاء التفوق، كلما أيقظوا شعوبًا وأمما كانت غافلة عن
حقيقة المشروع الصهيوني.
لقد سقطت ورقة التوت، ولم يعد بالإمْكَان
تغطية المجازر بحجج "الدفاع عن النفس". وكل قطرة دم فلسطينية مسفوكة
تكشف كذب ادِّعاءاتهم، وتحوّل عقدة التفوق الموهومة إلى عقدة فناء محتومة.
دور المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني
الرد على هذه العقلية لا يقتصر على
الاستنكار الدولي، بل يتمثل في:
تعزيز المقاومة المسلحة والمدنية في
فلسطين.
توحيد الصفوف بين الفصائل الفلسطينية
لتحقيق هدف التحرير.
التوعية والتربية للأجيال القادمة
على الوعي بقضيتهم وحقهم في استرداد الأرض والكرامة.
فالاعتراف بالعدوّ كما هو، وبفكره
العنصري المستند إلى عقدة تفوق تاريخية، هو الخطوة الأولى نحو إنهاء مشروعه المظلم.
ختامًا.. تعليق هذا المسؤول الصهيوني
ليس مُجَـرّد زلة لسان، بل هو وثيقة حية تكشف الطبيعة الحقيقية للكيان الصهيوني، وطبيعة
الفكر الذي يحكم سياساته منذ عقود.
إن الرد الحقيقي على هذه العقلية
العنصرية يكمن في: المقاومة والوحدة والتوثيق وكشف زيف ادِّعاءاتهم أمام العالم.
ومن عقدة التفوق الزائفة، سيولد يقين
الفناء الحتمي للكيان الصهيوني، ولتُصبح غزة كما كانت وستظل مقبرة الغزاة ومصنع
الرجال الذين يبددون أوهام "الشعب المختار".

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء وعددٍ من رفاقه | 08 ربيع الأول 1447هـ 31 أغسطس 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 05 ربيع الأول 1447هـ 28 أغسطس 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 27 صفر 1447هـ 21 أغسطس 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 20 صفر 1447هـ 14 أغسطس 2025م

المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ

مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة