• العنوان:
    لا جهاد بلا تضحية.. دماءُ القادة على درب القدس
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حين تُروى الأرض بدماء القادة، يصبح الحديث عن الجهاد والتضحية حقيقة ماثلة لا شعارًا يُرفع. فلا جهاد بلا تضحية، ولا صدق في مواقف الأمم والشعوب من دون تقديم التضحيات الجسيمة التي تعكس عمق الانتماء وصلابة الموقف.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لقد كان استشهاد رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء في معركة العزة والكرامة حدثًا فارقًا؛ لأنه لم يكن مُجَـرّد فقدان شخصيات سياسية أَو قيادات إدارية، بل كان استشهادًا باسم الشعب اليمني بأكمله، وباسم الحكومة التي تمثله، وباسم القيادة الحكيمة التي اختارت طريق الجهاد والمقاومة. 

ارتقى هؤلاء القادة وهم يحملون أمانة الأُمَّــة وقضيتها المركزية، ليؤكّـدوا أن موقف اليمن تجاه فلسطين ليس موقفًا عاطفيًّا ولا خطابًا ظرفيًّا، بل التزام إيماني وعربي وإسلامي راسخ.

إن دماء هؤلاء الشهداء العظام تبرهن أن قضية فلسطين لم تعد ورقة سياسية أَو مادة إعلامية، بل تحولت إلى ميدان للفداء والبذل، وأن رجالًا صادقين وضعوا أرواحهم على أكفهم ليقولوا للعالم: طريق القدس ليس معبدًا بالوعود ولا بالتصريحات، وإنما بالدماء والتضحيات والصبر على الشدائد.

وقد أكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – أن طريق القدس مرهون بالتضحية والفداء، وهو ما جسده استشهاد هؤلاء القادة الذين خطّوا بدمائهم الطاهرة أسمى معاني الصدق والإخلاص.

ومع ذلك، وكما جرت العادة، سيحاول المرتزِقة وأبواق النفاق أن يشككوا في هذه التضحيات، فيردّدون روايات واهية عن صراعات داخلية أَو تصفيات حزبية. لكن الحقيقة أوضح من كُـلّ ضجيج: هذه الدماء الزكية شاهدة على أصالة الموقف اليمني، وعلى أن الشعب وقيادته وحكومته ماضون في طريق القدس مهما حاول المشككون أَو المتخاذلون.

إن هذه التضحيات العظيمة تُسقط كُـلّ دعاوى المتاجرة بفلسطين التي يمارسها الحكام المطبّعون، وتؤكّـد أن اليمن لا يساوم على قضاياه، ولا يتنازل عن ثوابته. دماء الوزراء الشهداء جاءت لتعلن أن العروبة مسؤولية، وأن الإسلام جهاد ونصرة للمستضعفين، وأن القيادة تكليف يثبت بالدماء لا بالحراس.

لقد آن للأُمَّـة أن تدرك أن معركتها الحقيقية ليست في صراعاتها الداخلية ولا في خلافاتها الهامشية، بل في مواجهة العدوّ الصهيوني الذي يستهدف الجميع بلا استثناء. فإذا لم توحدنا دماء القادة الشهداء فلن يوحدنا شيء آخر، لأن التضحية بالروح هي أعظم دليل على الصدق.

فطريق القدس مرسوم بدماء الشهداء، ومن صنعاء إلى القدس يظل وعد الله بالنصر قائمًا، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ.


خطابات القائد