• العنوان:
    دماءُ القادة.. ترفع اليمن إلى مقام أعلى
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حين استُهدفت حكومة التغيير والبناء، واستُشهد رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه الوزراء، لم يكن ذلك حدثًا عابرًا في سجل العدوان، بل كان علامةً فارقة تكشف حقيقة المعركة: أن اليمن يدفع أغلى أثمانه؛ لأنه حمل راية فلسطين في زمن الخِذلان.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن دماء القادة الشهداء ليست خسارة سياسية، بل ارتقاء برسالة اليمن إلى مرتبةٍ أعلى؛ فكما سجدت الأرض يوم أُحُد على أجساد الصحابة الطاهرين، يسجد اليوم تاريخ الأُمَّــة على دماء رجالٍ خرجوا من بين الركام ليقولوا للعالم: "غزة ليست وحدها".

(إسرائيل) وأدواتها لم تعد ترى في اليمن مُجَـرّد ساحة خلفية، بل جبهةً قرآنيةً تهدّد وجودها، تفتح البحر الأحمر على القدس، وتكسر قواعد الهيمنة من باب المندب حتى شواطئ غزة. لذلك جاء الاستهداف؛ لأنه لم يعد ممكنًا للعدو أن يتحمّل موقفًا صادقًا يتحدى نظام التطبيع والاستسلام.

لكن أي رهان أحمق هذا الذي يظن أن اغتيال القادة يُسقط المشروع؟

اليمن الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء في تسع سنوات، لن تهتز عزيمته باستشهاد حكومة، بل سيزداد إيمانًا بأن طريق النصر محفوف بالتضحيات. هنا يكمن الفارق: العدوّ يقتل ليطفئ الروح، ونحن نستشهد لنشعلَها أقوى.

إن اليمن اليوم يعلو بدمائه فوقَ كُـلِّ الحسابات السياسية. رسالة الشهداء تقولُ للعالم: لسنا دولةً تبحثُ عن موطئ قدم، بل أُمَّـة تُعيد تعريف الصراع على أُسُسٍ قرآنية، تجعل من فلسطين قبلةً للوعي، ومن مواجهة (إسرائيل) وأمريكا فريضةً لا تسقط.

وهكذا يتحوَّلُ الاستهدافُ إلى شهادة، والشهادة إلى راية، والراية إلى يقينٍ لا ينكسر: أن الدم اليمني والفلسطيني واحد، وأن المعركة ليست مع حكومة أَو جبهة، بل مع مشروع شيطاني يريد أن يطوي الأُمَّــة كلها تحت حذائه.

اليمن، وهو يودّع قادته شهداء، يعلن من جديد أن قراره ثابت: أن يقف، حَيثُ يجب أن يكون، مع غزة، حتى النهاية.


خطابات القائد