• العنوان:
    كانوا الأوفياء والشُرفاء أقدس قضية.. فلم تُلِقْ بهم إلّا «الشهادة»
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

مؤمنون، صادقون، مضحون، شرفاء، أوفياء، في زمنٍ قل فيه الرجال، في زمن المعروف منكر، والمنكر معروف، في زمنٍ أصبح السكوت والذلة والخنوع حكمة!، وأصبح الاتجار بحياة البشر مطمعًا وأمرًا عاديًّا وممكنًا وسهلًا؛ لنيل المكاسب والبقاء على المناصب، والتطبيع والخيانة لقضايا الأُمَّــة؛ وسيلة ومبرّرا للاستسلام والهزيمة النفسية قبل العسكرية.

وفي الوقت الذي باعت وخانت الحكومات العربية «فلسطين» وتجاهلوا القتل، والحصار، التجويع، والإبادة، والدمار، برز «اليمن العظيم» ليقدم حكومته في المقدمة فداءً ونصرةً للقضية الأعدل وللمظلومية الأبشع في هذه الدنيا، وها هي تثبت ذلك بالدماء والأرواح، مؤسّسا، رئيسًا، وزيرًا، عضوًا، الكل قدم مُهجته في سبيل الله تعالى، ولنصرة المستضعفين من أبناء الأُمَّــة، ومن واقع مسؤوليتهم وإيمانهم الراسخ، وثقتهم العظيمة والمطلقة بالله سبحانه وتعالى، انطلقوا في ميدان «الجهاد» ورفع راية الحق، ودفاعًا عن مقدسات هذه الأُمَّــة في مقدمتها «القرآن الكريم» الذي يتعرض للاستهداف إحراقا، وتمزيقًا، أَو تشويهًا وحرفًا لمفاهيمه الحقة والعادلة والصحيحة، «والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى»، الذي يتعرضان في كُـلّ يوم للاستباحة اليهودية والنفاقية.

ولم يجعلوا المسؤولية، وموقع سلطتهم ومنصبهم للهو، واللعب، والترف، ولم يغرهم الجاه والذكر، والإشارة بالبنان، ولم تغرهم المسمّيات، بل كانوا مستشعرين عبوديتهم لله سبحانه وتعالى، وكانوا جنودًا له تبارك وتعالى، ومتشرفين أن يكونوا خدمًا وأنصارا لله تعالى أولًا، ولشعبهم، ولكل المظلومين في هذا العالم.

فحياتهم وسيرتهم كلها حافلةً بزخم الجهاد والإنجاز والعطاء والتضحية، وبعد مشوار البذل، مشوار الفداء والبناء، لم تكن لتلق بهم أي نهاية!، لولا أن الله سبحانه وتعالى أكرمهم بالشهادة في سبيله، فكانت مسك الختام لهم ﴿مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾، فهم الذين صدقوا، ورسموا الطريق، ومنهم الرجال الصادقون والأوفياء أمثالهم الذين يسيرون على نهجهم وسراطهم، وهم الذين سيأخذون بالثأر من كُـلّ القتلة والخونة، وهم الذين سيعلنون النصر ويرفعون رايته، وهم الذين سيجعلون العدوّ اللوبي الصهيوني يدفع ثمن إجرامه وحماقته وغبائه، وأن يجعلوا من دماء الأطهار وقودًا ونارًا يحرق أعداء الله وأعداء رسوله ’’صلوات الله عليه وآله“ ومن سيرتهم نهجًا يصدروه دروسًا لهم ولأجيالهم، ولندع المجال للميدان أولًا، ثم لنتحدث ثانيًا.

خطابات القائد