• العنوان:
    الحكمة في الصمت بين الفضول والمسؤولية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في عالم اليوم، حيث تتسارع الأخبار وتنتشر المعلومات في ثوانٍ، أصبح التحكم فيما نعرفه وما نذيعه أمرًا بالغ الأهمية. السؤال عن أمور حساسة أو نشر معلومات قبل أوانها ليس مجرد فضول عابر، بل قد يتحول إلى سبب مباشر للضرر على مستوى الفرد والمجتمع والأمة معًا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

القرآن الكريم حذرنا من مثل هذه الأمور، حيث يقول تعالى: "ولا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم"، ليذكّرنا بأن بعض المعلومات إذا أُعطيت في وقت غير مناسب قد تسبب الإزعاج أو الخطر.

الفضول غير المحكوم يمكن أن يجر صاحبه إلى مواقف سيئة، فالسعي لمعرفة تفاصيل لم يحن وقتها قد يؤدي إلى نتائج عكسية. كما أن نشر المعلومات قبل أن يكون وقتها مناسبًا قد يخلق فوضى ويؤثر على الأمن أو سير الأمور بطريقة سلبية، سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي. هناك مسؤولية أخلاقية واضحة في التعامل مع المعلومات، إذ إن الصبر والانتظار لحين صدور التوجيهات يعكس وعيًا ونضجًا يحمي الجميع.

مثال حي على ذلك هو أن نتعامل وفق كلام الله في النشر والإذاعة، سواء كان ذلك في حالات الخطر أو الأمن. الله سبحانه وتعالى لم يترك شيئًا للإنسان إلا وذكره لنا، وهذا من عدل الله وحكمته، كما يقول تعالى: "فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به". هذه قاعدة أساسية قرآنية لا يمكن تجاوزها أو مخالفتها، وعند التجاوز أو المخالفة تكون النتائج خطيرة، ومنها اتباع خطوات الشيطان. هنا تتجلى حكمة الآية القرآنية التي تحذر من الإفصاح عما قد يضر قبل أن يحين الوقت المناسب للمعرفة أو النشر.

الحكمة في الصمت ليست علامة على ضعف أو تقاعس، بل هي سلوك يحمي الفرد والمجتمع ويظهر قدرًا كبيرًا من المسؤولية والوعي. من يفضح ما لا يُعلم ويذيع ما لم يحن وقت نشره، يزرع لنفسه الضرر. فالحكمة في الصمت وحفظ السر قبل الإفصاح تحمي النفوس وتجنب الجميع العواقب والأخطار.


خطابات القائد