وأوضح عبيدات في تصريح خالص لقناة المسيرة، أن هذا المخطط، الذي يهدف إلى شرعنة الاحتلال وتوسيع نفوذه على حساب الجغرافيا العربية، لم يعد مجرد نظرية، بل بات يُترجم إلى وقائع ملموسة.

وأضاف أن المشهد السياسي يشهد تحالفاً غير مسبوق بين حكومة المجرم نتنياهو، التي توصف بـ "التلمودية التوراتية الصهيونية اليمينية المتطرفة"، واليمين "الأنجليكاني المسيحاني" الأمريكي، مشيراً إلى أن هذا التوافق الأيديولوجي المشترك هو القوة الدافعة وراء مشروع "إسرائيل الكبرى"، حيث تتضح ملامح هذه الأجندة التوسعية من تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي المجرم ترامب، الذي أشار إلى أن إسرائيل "دولة صغيرة على الخارطة، يجب أن تتوسع جغرافياً"، مبيناً أن هذا التوسع سيكون بالضرورة على حساب الأراضي العربية والفلسطينية.

ولفت الخبير في شؤون العدو الإسرائيلي، إلى أن السفاح نتنياهو سبق وأن وصف مهمته بـ "التاريخية والروحانية" التي تهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى"، حيث وقد قام بعرض خرائط لهذا المشروع في دورتي الجمعية العامة للأمم المتحدة (78 و 79)، بالإضافة إلى نشرها على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، والتي تؤكد أن هذا المشروع يشمل فلسطين التاريخية وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا والعراق، وصولاً إلى مصر والسعودية.

وأفاد أن هناك لقاءات واجتماعات جرت بين وزير خارجية النظام السوري الجديد، أسعد شباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، رون درمر، بمشاركة أمريكية، بهدف الوصول إلى "اتفاق أمني" يُوقع في واشنطن على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة، ويشمل هذا الاتفاق مقايضة "الجولان المحتل" بـ "مزارع شبعا"، وهي خطوة تهدف إلى شرعنة الاحتلال وتأبيده.

وبين عبيدات أن الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة قد انتقلا من أطروحة "الأرض مقابل السلام" إلى "السلام مقابل الأمن"، مما يعني نزع سلاح الجيوش العربية وتوفير مناطق أمنية للكيان، وقد فرضت إسرائيل سيطرة أمنية على ثلاث محافظات سورية (درعا، السويداء، والقنيطرة)، والتي تزيد مساحتها عن مساحة لبنان بأكثر من 10,480 كيلومتراً مربعاً.

وقال إن هناك محاولات حثيثة تبذل لسحب هذا المخطط على الأرض اللبنانية، ومن أبرز المؤشرات على ذلك، عدم التمديد لقوات اليونيفيل الدولية لعام واحد، ورغبة الولايات المتحدة في عدم تمديد مهمتها في جنوب لبنان، ويُفسر هذا الموقف على أنه مرتبط بمشروع "إسرائيل الكبرى"، حيث يهدف المشروع الأمريكي إلى تحويل منطقة جنوب لبنان إلى منطقة استثمارية وعقارية، كبديل عن عودة سكان القرى المهجرة وإعادة إعمارها، كما يهدف إلى منع وصول الجيش اللبناني إلى تلك المناطق، والسماح فقط لشرطة لبنانية محدودة الصلاحيات بالعمل هناك، مما يفتح الب المنطقة أمام النفوذ الصهيوني.

وذكر الخبير في شؤون العدو الإسرائيلي، أن مشروع "إسرائيل الكبرى" لم يعد مجرد حلم أيديولوجي، بل هو مخطط يجري تنفيذه بخطوات مدروسة على الأرض، هذا المشروع، الذي يتغذى على دعم دولي مطلق، يمثل تهديداً خطيراً لسيادة ووحدة الدول العربية، مما يتطلب يقظةً ووعياً لمواجهة تداعياته المستقبلية.