واقع النظافة.. تحديات وإشكاليات

العاصمة صنعاء التي تؤوي ما يقارب 10 ملايين نسمة، تواجه تحديات كبيرة في مجال النظافة والتحسين الحضري. وأشار مقدم البرنامج إلى أن النظافة ليست مجرد مظهر حضاري، بل مسؤولية دينية وصحية ووطنية، وتنعكس مباشرة على جودة الحياة.

[

🔵 مجهر المواطن | تنظيم أعمال النظافة في صنعاء: جهود التطوير والتحديات الميدانية

🔹 مع محمد شرف الدين - المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بأمانة العاصمة#نوافذ #مجهر_المواطن pic.twitter.com/cOTHkoy8rQ

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) August 25, 2025

]

وأكدت الفقرة أن النظافة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشكلات أخرى مثل السيول، وغياب التوعية المجتمعية، وانتشار الأسواق العشوائية، ما يتطلب تكاملًا بين مختلف الجهات: صندوق النظافة، الأشغال العامة، النقل، تصريف السيول، وهيئة الأراضي، ومجالس المديريات.

جهود صندوق النظافة والتحسين

من جانبه، أوضح الأستاذ محمد شرف الدين أن الصندوق يعمل وفق خطة يومية تشمل قرابة 20 منطقة نظافة في العاصمة، ويصل معدل رفع المخلفات اليومي إلى 2200 طن، يتم نقلها إلى مقلب الأزرقين باستخدام معدات مراقبة بنظام GPS.

وأكد شرف الدين أن هناك خطة لتحديث العمل تشمل إدخال خدمة الكنس الآلي في الشوارع الرئيسية مثل شارع الستين وشارع الرئاسة وميدان التحرير، مع إنشاء إدارة مستقلة للكنس الآلي لتوزيع العمال بشكل أفضل بين الشوارع الرئيسية والفرعية.

كما أشار إلى أن الصندوق قدّم خطة لإنشاء سوق مذبح وفق المخطط العام، على أن يُموَّل المشروع ضمن موازنة الصندوق للعام 2026، في حال توفر التدفقات المالية الكافية.

إعادة تنظيم الكادر الوظيفي

أحد أبرز الإشكاليات التي طرحها اللقاء هو نقص العمالة الفعلية في الميدان، رغم وجود درجات وظيفية رسمية تقارب 3400 وظيفة منذ عامي 2012 و2013. وبيّن شرف الدين أن هناك أكثر من 900 عامل متوفى أو كبير في السن أو مريض وغير قادر على أداء المهام، ومع ذلك ما زالوا يُحتسبون على قوائم الصندوق.

في هذا الإطار، تم الاتفاق في اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الأستاذ أحمد غالب الرهوي، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، على تقديم مذكرة إلى المجلس السياسي الأعلى لتوظيف 800 عامل بدلًا عن المنقطعين، دون أن يترتب على ذلك أي أعباء إضافية على موازنة الدولة، باعتبارهم بدائل لدرجات موجودة بالفعل.

الشكاوى والمتابعة الميدانية

طرح البرنامج شكاوى مواطنين من مناطق مثل حي وادي أحمد، حيث تأخرت مركبات النظافة لأكثر من ثلاثة أيام، ما أدى إلى تراكم القمامة. وردًا على ذلك، أوضح المدير التنفيذي أن الصندوق خصص رقمًا مجانيًا للشكاوى (8000072) يمكن من خلاله الإبلاغ، وتتم متابعة الشكوى بالتنسيق مع مديري المناطق وإدارة الحركة لتعويض المناطق المتأخرة.

وأشار إلى وجود بعض الاختلالات بسبب تعطل المعدات أو نقص العمالة، داعيًا المواطنين إلى التعاون والالتزام بأوقات إخراج القمامة.

الحمامات العامة.. مسؤوليات متشابكة

فيما يتعلق بالحمامات العامة، بيّن شرف الدين أن صندوق النظافة ليس الجهة المعنية بشكل مباشر، إلا أن الصندوق مستعد لتمويل بناء حمامات عامة بالتعاون مع الجهات المختصة مثل هيئة النقل البري ووزارة النقل، خصوصًا في الأسواق العشوائية والمناطق الحيوية مثل باب اليمن، فرزة الحصبة، والجمهورية، حيث يضطر المواطنون لاستخدام وسائل غير صحية بسبب غياب البنية التحتية المناسبة.

وعن التحديات المستمرة والحلول الممكنة ، أفاد ان من التحديات الأخرى التي أُثيرت خلال اللقاء، "تكدّس القمامة في أطراف العاصمة نتيجة البناء العشوائي، واستغلال آليات النظافة لأغراض خاصة، مثل نقل الأتربة من الحفريات الخاصة، وضعف التنسيق في صيانة الطرق، ما يعيق مرور مركبات النظافة، والاعتداء على الممتلكات العامة، مثل  كسر أكثر من 600 حاوية نفايات من قبل أفراد، ما يتطلب إجراءات ردعية وتعاون أمني".

الاستعداد للمولد النبوي الشريف

أشار شرف الدين إلى استعدادات خاصة لاستقبال مناسبة المولد النبوي الشريف، تشمل حملات نظافة مكثفة، ورفع المخلفات أولًا بأول، بالتنسيق مع المجالس المحلية والمنظمات المجتمعية، مؤكدًا أن العاصمة لم تشهد هذا المستوى من النظافة منذ أعوام.

ختامًا، أكد اللقاء أن النظافة مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمواطنين، وأن الطريق إلى عاصمة نظيفة ومتحضرة يمر عبر تعزيز الوعي، وتفعيل القوانين، وتكامل الجهود بين جميع القطاعات، مشددًا على أن أي تقصير في هذا المجال لا يمكن التغاضي عنه، لأن صحة المواطنين وكرامتهم تتعلق به بشكل مباشر.

وتعهد البرنامج بالاستمرار في متابعة هذا الملف الحيوي، ودعم كل جهد رسمي أو شعبي يسهم في تحسين مستوى النظافة في العاصمة، لتكون صنعاء كما ينبغي لها أن تكون: مدينة يليق بها اسم "عاصمة العواصم".