• العنوان:
    المولد النبوي في فلسطين.. احتفاءٌ بالروح والإيمان في وجه الإبادة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: في ظل جرائم الإبادة والدمار، يكتسب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة، بُعدًا آخر يتجاوز الطابع الديني المعتاد، ليتحول إلى فعل مقاومة وصمود وتجديد للعهد مع صاحب الرسالة، النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
  • كلمات مفتاحية:

 هذا ما أكده الأكاديمي الفلسطيني، الدكتور عماد أبو الحسن، وتقريرٌ ميدانيٌّ أظهر كيف يحيي الفلسطينيون هذه المناسبة رغم القصف والحصار.

 

غزة: احتفالٌ من قلب الركام ووسط الدموع

يُظهر التقرير أن أهالي غزة، الذين يتعرضون للإبادة والتجويع على أيدي أعداء النبي اليهود، يحتفلون بالمولد النبوي في ظروف استثنائية.

ففي خيام النزوح، وبين أنقاض منازلهم، وفي مدارس الإيواء، يرفع الأطفال أصواتهم بأبيات الشعر والابتهال، وقلوبهم الصغيرة تنبض بذكر الحبيب المصطفى. هذه الاحتفالات، التي تُقام في مخيمات مثل جباليا والنصيرات وفي دير البلح، ليست مجرد طقوس، بل هي رسالة واضحة بأن "حب النبي لا يُقهر، وأن الطهر والعدل باقٍ مهما ضاقت الأرض".

ويتحول المولد في غزة إلى مصدر قوة للصبر، ودافع للصمود، وعزيمة للمقاومة. ويجد الشعب الفلسطيني في معاناته اليومية ما يُشبه ما عاناه الرسول من "غدر اليهود ومكرهم"، مما يُعزّز لديهم الشعور بأنهم على الدرب الصحيح، وأن النصر آتٍ لا محالة.

 

الضفة الغربية والمسجد الأقصى: روح المقاومة والذكرى

لا يقتصر الاحتفاء بالمولد على قطاع غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك. ففي المسجد الأقصى، تتعطر الأجواء بعبق الذكرى العظيمة، ويتوافد المصلون ليعلنوا تجديد العهد مع "رسول الرحمة"، وأن نبوته ستبقى منارة أبدية.

وفي طولكرم، ورغم حملات القمع والاعتقالات، يعلو صوت الدعاء، ويرفع الأهالي أكف الضراعة، مستذكرين قدوم النبي الكريم ومبتهلين بالنصر للحق. ففي ظل جراح الحاضر وذاكرة النكبات، يأتي مولد الرسول ببشارته الخالدة أن الفرج آت، وأن النصر وعدٌ لا يُخلف.

 

المولد النبوي كدافع للصمود والنصر

من جانبه أكد الدكتور عماد أبو الحسن أن إحياء الفلسطينيين لهذه المناسبة هو بمثابة "دافع قوي للصمود والثبات على الحق"، وتجسيد لقيم الإباء والكرامة والعزة. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يستلهم من سيرة النبي وقصة ميلاده، التي أضاءت الكون، وأطفأت نيران قصر كسرى، وهدمت شرفاته، التدخل الإلهي المباشر الذي لا يخذل عباده إذا تمسكوا بحبله المتين.

وفي تصريح خاص لقناة المسيرة، ربط الدكتور أبو الحسن بين ماضي الأمة وحاضرها، موضحًا أن حركة النبي في مواجهة اليهود هي نموذجٌ يُحتذى به.

واستعرض تاريخ غدر اليهود في المدينة المنورة، وكيف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجلى بني قينقاع وبني النضير، وكيف كان مصير بني قريظة. وشدد على أن القرآن الكريم قد فضح صفات اليهود بأنهم "أشد الناس عداوة للذين آمنوا"، وأن هذه الصفات لم تتخلف قط طيلة وجودهم.

وأوضح أن الاحتفال بالمولد النبوي هو فرصة لتأكيد أن اليهود يعيدون اليوم إلى الأذهان صورة عدائهم التاريخي، وأن "القرآن الكريم فضح نفسية اليهود وكشف واقعهم وكيفية مواجهتهم".

وأفاد أبو الحسن أن المولد النبوي في فلسطين ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو جزءٌ من المقاومة والصمود، إنه تأكيدٌ على أن النور الذي جاء به الرسول لا يمكن أن ينطفئ، وأن حب النبي هو مصدر الأمل والقوة التي تُغذي قلوب أحرار فلسطين، وتدفعهم نحو النصر المحتوم.




خطابات القائد