وأوضح خلال حديثة لقناة" المسيرة"، أن مئات مليارات الدولارات من الأسلحة وتريليونات في مجموع الحركة الاقتصادية العربية، تمثل بالنسبة للعدو الإسرائيلي "حجم الغنيمة" وليس القوة المقابلة له.

وأشار قنديل إلى أن مشروع العدو الإسرائيلي، بقدر ما يبدو طموحاً ويتضمن اجتياحاً متوحشاً لكل جغرافيا المنطقة، هو في المقابل تعبير عن مأزق وعجز عن إنهاء حركات المقاومة التي نشأت في بيئات الدول الأكثر فقراً وجوعاً ودماراً وحصاراً، مثل لبنان والعراق واليمن وغزة، مؤكداً أن هذه البلدان، رغم دمارها وحصارها وفقرها، تظهر أشد البأس.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز في غزة، التي مضى عليها أكثر من عشرين شهراً من الحرب، ودون تقدم ملموس، معتبراً أن عملية خان يونس الأخيرة هي "صفعة مدوية للخطة العسكرية" التي وقعها وزير حرب العدو الإسرائيلي ورئيس أركانه، حيث تمكنت المقاومة من تدمير دبابات واقتحام مساكن الجنود وقتل وإصابة عدد منهم، ثم فجر استشهادي نفسه بقوة الإنقاذ القادمة.

وأكد قنديل أن هذا التحول النوعي في أداء المقاومة، يشير إلى أن كل ما يزج به العدو الإسرائيلي من عناصر لم ينجح بعد في إنشاء مكافئ عسكري يستطيع أن يعد حكومة العدو، بتحقيق إنجاز، مشيراً إلى أنه في لبنان، يناورون ويجندون قوى وشخصيات وحكومات وقرارات، ودعم عربي ودولي وأوروبي، ولكن السؤال المطروح هو أن المقاومة تقول: "من يريد أن يأخذ السلاح فليأتِ ويأخذه بالقوة، وإذا كان هناك قوة قادرة على نزعه، فلتتفضل إلى الميدان"، وفي العراق أيضاً، هناك محاولات ومداورات، أما في اليمن، فإن الحديث عن استعصاء يفوق طاقة أمريكا و"إسرائيل" على التحدث عنه، وأن الحديث عن الاستعصاء اليمني هو استعصاء بحد ذاته.

وتابع قنديل بالقول إنه بينما يبدو الحديث عن خط التفاوض والرهان على حل تفاوضي أقرب إلى الجنون والخرافة، فإن المقاومة في المقابل تثبت، في النموذج الذي قدمه اليمن، أنها تقيم توازناً استراتيجياً مقابل القوة التي يقولون إنها تملي على المنطقة وتحكم مسراتها.

وفي السياق ذاته، أوضح رئيس تحرير صحيفة البناء، اللبنانية ناصر قنديل، بأن العدو الإسرائيلي يسعى لتأمين مساحة أمنية استراتيجية في الضفة الغربية لمشروع الاستيطان، وأن الأولوية لديه هي تهجير سكان الضفة إلى الأردن، الذي يعتبرونه "الوطن البديل" لحل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا المشروع مطروح على الطاولة منذ أكثر من أربعين عاماً، وتحديداً بعد 1967م.

وأوضح أن ما يجري حالياً هو استلحاق للمأزق الإسرائيلي، حيث يشعر العدو الإسرائيلي بأزمة وجودية، ويعتبر هذه الحرب آخر حروبه، مؤكداً أن اليمين المتطرف الذي يسيطر على السلطة حالياً يمثل العمق العميق للفكرة الصهيونية، وإذا لم تجد هذه الحرب فرصة لتحقيق مشروعها، فلن تجد فرصة أخرى.

ولفت إلى أن الصهاينة يطرحون جميع مشاريعهم على الطاولة ويبدأون بتنفيذها، مشيراً إلى أن المجرم نتنياهو يتحدث عن "إسرائيل الكبرى" لأنه يرى أنه يجب أن يطرح مشروع التوسع الآن، قبل أن يحدث الانهيار الحقيقي لحكومته.

وأشار قنديل إلى أن الرأي العام الغربي قد انقلب 180 درجة على تاريخ تأييده "لإسرائيل"، وأن جيش العدو الإسرائيلي لا يستطيع التماسك والقتال بالروح المطلوبة لتحقيق أهدافه، موضحاً أن العدو يعتقد أنه طالما لم يحدث انهيار في الجيش أو انفجار في المجتمع "الجبهة الداخلية" بالكامل، ولم يتم انقلاب الرأي العام، في أوروبا والغرب بالكامل، فإن لديه فرصة لتحقيق إنجاز، سواء في الضفة أو سوريا أو لبنان أو غزة.

وأكد قنديل أن المقاومة، وخاصة في نموذج اليمن، تثبت أنها تقيم توازناً استراتيجياً مقابل القوة التي تدعي أنها تملي على المنطقة وتحكم مساراتها، بينما يبدو الحديث عن حل تفاوضي أقرب إلى الجنون والخرافة.