في التفاصيل؛ بثّت كتائبُ القسَّام، أمس الاثنين، تسجيلًا مصوَّرًا يُظهِرُ مقاتليها وهم يخوضون اشتباكًا وتصديًّا عنيفًا لقوات العدوّ الإسرائيلي وآلياته في "حي الزيتون" جنوب شرق مدينة غزة، وظهر خلاله قائد ميداني في وحدة النخبة، موجِّهًا رسالةً مزدوجة لمجاهدي المقاومة وحكومة الاحتلال.

وفي الفيديو ذاته، ظهر القائد القسامي مخاطبًا المجاهدين: "نقول شيئًا واحدًا يا رفاق، لا تنسوه، بعض المسؤوليات اصطفاء من الله، والله لا يستخدم في سبيله إلا من كان نقيًّا".

وأكّـد بالقول: "نعلمُ أن المعركة صعبة.. اعلموا جيِّدًا أن الله لا يعطي أصعبَ المعارك إلا لأقوى جنوده؛ فانطلقوا على بركة الله يا رجال".

ويرى خبراءُ عسكريون أن تزامن ظهور قائد ميداني من كتائب القسام في أحد فيديوهات المقاومة مع تهديدات نتنياهو باحتلال غزة، يشير إلى أن المقاومة، وخُصُوصًا حركة حماس، بدأت تستخدم قواتها الأكثر تدريبًا وكفاءة في المواجهة؛ ما يعني أن الأيّامَ المقبلة ستشهد معاركَ أكثر صعوبة وشراسة لجيش الاحتلال أمام قوات مدرَّبة على مهام خَاصَّة متعددة الاتّجاهات.

ووفقًا للمشاهد، فإن المجاهدين يتمتعون بمستوى عالٍ من المهارة في عمليات الرصد والمراقبة الدقيقة لتحَرّكات قوات العدوّ، حتى تلك التي تتحصن داخل البنايات وتتمترس فيها؛ ما يؤكّـد نجاح قوى المقاومة في التكيف مع الوضع الميداني بشكلٍ كبير.

كما بثّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، مشاهد من استهداف جنود وآليات الاحتلال بالعبوات الناسفة وقذائف الهاون في "جباليا البلد" شمال قطاع غزة، ضمن سلسلة عمليات "حجارة داوود".

ووثّق التسجيلُ أفرادًا من "القسَّام" وهم يجهّزون عبوات ناسفة ويزرعونها في مسار الآليات المتوغلة في "جباليا البلد"، قبل أن يقوموا بتفجيرها بالتزامن مع تقدم قوة من عصابات الاحتلال، وظهر في نهاية المقطع مجاهدٌ قسامي وهو يجهّز قذائفَ الهاون قبل قصف المنطقة.

وفي السياق، اعترف جيش الاحتلال الصهيوني، في بيانٍ، أمس الاثنين، بأن "ضابطًا قتاليًّا أُصيب بجروح متوسطة، وجنديًّا آخرَ بجروح طفيفة، في اشتباك وقع شمال غزة"، دون تفاصيل إضافية.

ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية في غزة، أقر جيش الاحتلال بمصرع أكثر من 898 عسكريًّا صهيونيًّا وإصابة 6 آلاف و196، وفقًا لمعطياته المعلَنة على موقعه الإلكتروني، في حين تؤكّـد الوقائع أن أرقامَ خسائر الاحتلال أعلى من ذلك بكثير.

ومع الرقابة العسكرية المشدّدة على وسائل الإعلام في فلسطين المحتلّة، يواجه جيشُ الاحتلال الإسرائيلي اتّهاماتٍ محليةً بإخفاء حصيلة أكبرَ من خسائره البشرية والمادية؛ حفاظًا على الروح المعنوية لجنوده وأهاليهم.

شاهد التفاصيل في الفيديو التالي: