اخضرتِ الدنيا وضاء الفرقدُ

والكون من كل النواحي عسجدُ

 

النورُ شعشعَ والسرورُ هنا احتفى

والبهجةُ الكبرى سناها المولدُ

 

والحفلُ عمِّ الأرضَ جمعا والسما

والكونُ مبتهجًا يضيءُ وينشدُ

 

ولدَ الهدى. ذكرى النبوة أشرقت

عمَّ السنا بقدومه والسؤددُ

 

خلع الجلال بها المحبة تكتسي

دنيا الجمال بحسنه تتجددُ

 

هذا النبي المصطفى. خير الورى

ماحي الشقا. هادي الخلائقِ. أحمدُ

 

نورًا زكيًا هاديًا ومعلمًا

من نبعه كل الفضائل تولدُ

 

طابت شمائلُه الكريمة مصطفى

أصل المحامدِ. ذا الحبيبُ محمدُ

 

برحابه كل الخلائق تهتدي

برحابه تعنو النفوس وتسجدُ

 

برحابه قم وانتصب قِفْ خاشعًا

فرحابه روضُ النعيمِ ومسجدُ

 

برحابه استبشر وسبح وابتهل

واقبل ولا تلفت لعلك تسعدُ

 

صلِّ عليه. وتب إليه لما مضى

وابغِ النجاة هو الدليلُ المرشدُ

 

واسبل دموع الوجد في أكنافه

واغسل فؤادك. فُزْتَ أنتَ الأرشدُ

 

يا سيدي هذا النسيم معطرٌ

والطيبُ يسري نوره لا يخمدُ

 

شوقًا إليكَ حنينُنا يسمو بنا

والحبُّ فينا سيدي يتوقدُ

 

لك في حنايا الروح نبعٌ دافقٌ

لك في مسامات السرائرِ معبدُ

 

لك حبنُّا. يا سيدي لك نبضُنا

لك كل ما ندعو به، أو نحمدُ

 

لك ديننا. لك ذِكرنا. وصلاتنا

لك كل ما نسعى إليه ونقعدُ

 

هذا حبيبك يا حبيبيَ واجمٌ

يهفو إليك وللشفاعة ينشدُ

 

هذا حبيبك في هواك متيمٌ

كأسير عشقٍ في الحياة مشرَّدُ

 

منك استقى في الحب من نبع الهدى

لا يرتوي شغفًا وأنت الموردُ

 

قل ذا الفتى في حبنا ذاق المنى

منّا له فيضٌ يدومُ وموعدُ

 

واقْبل لديك حنينه وأنينه

فلأنت مأواه وأنت المقصدُ

 

 


خطابات القائد