وأعتبر الشيخ قاسم في كلمته اليوم الجمعة، خلال إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع) في بعلبك، أن المقاومة هي "الحياة للأمة" والراية التي ستسلم لصاحب العصر والزمان، مشيراً إلى تحرير الأرض جنوباً عام 2000 وشرقاً عام 2017، يثبت أن المقاومة هي من حررت خيار لبنان السيادي.

وحيا الحشود التي حضرت لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، مؤكداً أن هذه الذكرى تُعد مصدر إضاءة وعطاءات، مشيراً إلى أن شهادة الإمام الحسين (ع) ليست مجرد نيل للشهادة الفردية، بل هي "حياة للأمة" تستنهل منها لمستقبلها، وشدد على أن نهج الإمام الحسين يفرض خياراً واضحاً في كل محطة من محطات التاريخ، وهو الوقوف ضد الباطل، ممثلاً بـ"يزيد العصر" المتمثل في "الطاغية الأميركي والطاغوت الإسرائيلي".

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى انتصار تموز 2006، واصفاً إياه بـ"النصر الكبير" الذي تحقق في "معركة الوعد الصادق" التي استمرت لـ 33 يومًا، موضحاً أن هذا الانتصار كان نتيجة "المدد الإلهي" و"ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة"، التي منعت "إسرائيل" من الاحتلال والاستيطان في لبنان، مبيناً أن هذا النصر كان له أثر كبير في ردع العدو لمدة 17 عاماً، مما ساعد على إعادة الإعمار في جميع أنحاء لبنان.

وانتقد بشدة قرار الحكومة اللبنانية بـ"نزع سلاح المقاومة"، واصفاً القرار بأنه "خطيئة" و"خدمة للمشروع الصهيوني، موضحاً أن هذا القرار يجرد لبنان من سلاحه الدفاعي ويسهل قتل المقاومين وأهلهم، مؤكداً أن المقاومة هي "شرف وعزة ووطنية وسيادة"، وأنها لا تحتاج إلى شهادات من أحد، مستشهداً بنتائج استطلاع رأي أظهر أن غالبية اللبنانيين يرون أن الجيش وحده لا يمكنه حماية لبنان، وأنهم مع استمرار المقاومة، مشدداً على أن الأولوية كان يجب أن تكون لبسط سيطرة الحكومة وطرد الصهيوني من لبنان، متسائلاً عما إذا كانت الحكومة سعيدة بإشادة نتنياهو بقرارها، منوهاً إلى أن الحكومة تقوم بحماية نفسها على حساب حياة شركائها في الوطن.

ووجه الشيخ قاسم رسالة إلى الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن واجبها هو بناء البلد وليس تسليمه للعدو الصهيوني والأمريكي. متحدياً الحكومة، قائلاً: "إذا كنتم تشعرون بالعجز، اتركوا العدو في مواجهتنا، وكما فشلت حروب إسرائيل المتكررة، ستفشل هذه المرة"، مضيفاً أن استقرار الوطن لا يتحقق بالاعتداء على فئة أخرى، في إشارة إلى قرار نزع السلاح.

وبين أن حزب الله وحركة امل اتخذوا قرارا بتأخير فكرة النزول الى الشارع والتظاهر اعطاءا في المجال امام النقاش والتعديلات، مؤكداً أن المقاومة لن تسلم سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم وسنخوضها معركة كربلائية اذا لزم الامر في مواجهة هذا المشروع الصهيوني الاميركي ونحن واثقون اننا سننتصر في هذه المعركة، محملاً الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية لاي فتنة ممكن ان تحصل وتتحمل مسؤولية اي انفجار داخلي واي خراب للبنان وتتحمل المسؤولية بتخليها عن واجبها في الدفاع عن ارض لبنان ومواطنيها.

وأضاف أن فلسطين "ستظل البوصلة"، وأن كل ما يقوم به العدو الصهيوني من عدوان، بدعم أميركي، لن يثني الشعب الفلسطيني عن مقاومتهم، مؤكداً أن النصر سيكون حليفهم لأنهم "أصحاب الأرض والدماء"، معبراً عن شكره وامتنانه للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها "بشتى الوسائل"، وتقديمها الشهداء مثل الحاج قاسم سليماني. وأكد أن هذا الدعم هو لدعم "الحق"، مبيناً أن إيران ستبقى إلى جانب المقاومة، كما ستبقى رايتها مرفوعة.