• العنوان:
    الشامي: خطاب السيد القائد درع فكري ورؤية استراتيجية لمواجهة أدوات الحرب المعاصرة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: في قراءة استراتيجية معمقة لخطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله ووزير الإعلام اليمني السابق، الأستاذ ضيف الله الشامي، أن الخطاب لم يكن مجرد توصيف للمشهد الميداني في غزة، بل جاء كدرع فكري لحماية وعي الأمة من الاختراق والانهيار، في مواجهة مشاريع التدجين والتطبيع والصمت الرسمي المتواطئ مع كيان العدو الصهيوني، وخارطة طريق لمواجهة أدوات الحرب المعاصرة.
  • كلمات مفتاحية:

واعتبر الشامي أن السيد القائد يمارس في كل خطاب دور القائد الواعي المحصن لشعبه وأمته، بإصراره على كشف الجرائم، وفضح أدوات التخذيل، وتسمية المتواطئين من الأنظمة والعلماء الذين صمتوا على دماء أطفال غزة، بل وتواطؤوا مع فتاوى الحاخامات الداعية إلى الإبادة الجماعية.

 تقرير أسبوعي مقاوم وتحفيز للوعي الجمعي

في هذا السياق، أوضح الشامي أن السيد القائد يحرص في كل خطاب على تقديم تقرير أسبوعي مفصّل حول آخر التطورات في غزة، من حيث عدد الشهداء، وحجم الجرائم، ونوعية الاعتداءات التي يرتكبها العدو الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذا التكرار ليس تقليديًا، بل هو جزء من معركة الوعي المستمرة.


وأكد أن العدو يعتمد على سياسة النسيان والتعوّد، إذ يسعى إلى أن تصبح المجازر مشهدًا اعتياديًا في أذهان الشعوب العربية، تمهيدًا لقبول الاحتلال وتبرير التطبيع. ومن هنا، تأتي خطابات السيد القائد كجرس إنذار أسبوعي، يكسر الصمت، ويستنهض الضمير، ويمنع تسلل التبلد إلى المشهد الشعبي.

وفي محور بالغ الدلالة، تطرق الشامي إلى ما وصفه السيد القائد بـ"الخديعة الإنسانية"، في إشارة إلى ما يُسقَط من مساعدات غذائية عبر الجو إلى غزة. وأوضح أن هذه الطرود ليست حلًا، بل أداة قتل إضافية، حين يتحول السباق على فتات الطعام إلى مأساة جماعية.

وأشار السيد القائد، كما نقل الشامي، إلى أن الكمية التي تُنزل يوميًا من هذه المساعدات، لو استمرت بنفس الوتيرة لثمانية أشهر، فإنها لن تغطي إلا احتياج يوم واحد فقط من أيام الرخاء في غزة، ما يعني أن الهدف ليس الإنقاذ، بل ذر الرماد في العيون وامتصاص الغضب الشعبي في المنطقة.

واعتبر الشامي أن هذه "المساعدات" لا تختلف عن العدوان نفسه، كونها تغطي على الجريمة، وتخدع الرأي العام، وتُظهر المجرم في ثوب المُنقذ.

مفارقة صادمة:

ومن أبرز ما توقف عنده الشامي في خطابه المفارقة القاتلة بين فتوى أحد حاخامات كيان العدو الصهيوني بوجوب موت كل طفل فلسطيني جوعًا، وبين حفلات الترف التي يقيمها من يُطلق عليهم "علماء المسلمين" في عواصم النفط والتطبيع.

واستحضر مشهدًا وصفه بـ"الخيالي"، حين أشار إلى عرس ابنة عبدالرحمن السديس، إمام الحرم المكي، بحضور المغنين والراقصين وتقديم الأطعمة الباذخة داخل منزله، في الوقت الذي يموت فيه أطفال غزة على أبواب المخابز والملاجئ.

وأضاف: "بينما يفتي الحاخام اليهودي بقتل الأطفال جوعًا، ترى علماء البلاط ينشرون الفتاوى التي تهاجم المقاومة، وتحمّل الفلسطينيين مسؤولية مجازر العدو، ويصمتون عن القاتل الحقيقي، بل ويدافعون عنه".

ووجّه ضيف الله الشامي انتقادًا لاذعًا إلى من يدّعون أنهم علماء الأمة الإسلامية، داعيًا إياهم – ولو من باب الخجل – إلى أن يتعلموا من تمسك اليهود بعقيدتهم، على الأقل في التزامهم العقائدي بنصرة كيانهم وكيان العدو الصهيوني.

وقال: "الحاخام الصهيوني أفتى بوجوب موت الطفل جوعًا انطلاقًا من عقيدته، بينما من يُفترض أنهم علماء المسلمين يعجزون عن النطق بكلمة حق، بل يهاجمون المقاومة، ويسيئون إلى الشهداء، ويشككون في دماء الأطفال".

وشدد على أن السيد القائد، من خلال أسلوبه التعبوي المتكرر في الخطابات، يخوض معركة الوعي أولًا، حيث يحرص على تفصيل الجرائم، وتسمية الجناة، وكشف الأساليب الإعلامية والنفسية التي يستخدمها كيان العدو الصهيوني وحلفاؤه، لتدجين الأمة وإفراغها من مشاعر الغضب والاستنفار.

وأضاف أن هذا الخطاب – كما رآه – يربط بين الإبادة الصهيونية في غزة، والصمت العربي الرسمي، وخيانة علماء السوء الذين خانوا دينهم وشعوبهم، داعيًا إلى أن يتعلم أولئك الذين يسمون أنفسهم علماء من تمسك اليهود بعقيدتهم، إن كانوا لا يزالون يملكون ذرة من إيمان أو مروءة.

واختتم ضيف الله الشامي تحليله بالتأكيد على أن خطاب السيد القائد ليس مجرد خطاب سياسي أو وجداني، بل هو برنامج تعبوي مقاوم، يعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي، ويفضح أدواته من علماء وأنظمة، ويسلح الشعوب بوعي عميق لمواجهة معركة مركبة تُدار على الجبهات العسكرية والإعلامية والدينية في آنٍ واحد.

وأكد أن ما ورد في خطاب السيد القائد يعكس رؤية استراتيجية تنطلق من قراءة دقيقة لطبيعة المعركة وتحدياتها ومخططات اختراق الوعي، وهو بذلك يمارس دوره القيادي في حماية الأمة، ليس فقط من عدوان السلاح، بل من عدوان التضليل، والصمت، والتطبيع.


خطابات القائد