• العنوان:
    السفير صبري: مشروع العدو الإسرائيلي في المنطقة بلغ ذروته.. والمواجهة خيار لا بديل عنه
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: أكد السفير السابق في وزارة الخارجية اليمنية الأستاذ عبد الله صبري، أن مشروع "العدو الإسرائيلي" في المنطقة لم يعد تهديدًا نظريًا، بل هو واقع ميداني متسارع يهدد بتفكيك ما تبقى من السيادة العربية، وأن لحظة المواجهة باتت مسؤولية تاريخية تتطلب من الأنظمة العربية الخروج من حالة التواطؤ أو الصمت القاتل.
  • كلمات مفتاحية:

وفي حديث تحليلي لقناة المسيرة مساء اليوم، أشار السفير صبري إلى أن العدو الإسرائيلي لا يعترف أصلًا بحدود دولته، بدليل أنه لم يوقع أي اتفاقيات حدودية مع الدول العربية، حتى مع ما يسمى بدول الطوق، رغم توقيعه اتفاقات هدنة مع مصر وسوريا.

وأوضح أن ما يحدث اليوم من دفع للتطبيع وجرّ الدول العربية إلى اتفاقات "أبراهام" لا ينفصل عن مشروع "العدو الإسرائيلي" لإقامة ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، والذي يمضي بخطى ثابتة في ظل غياب ردع حقيقي.

وأضاف أن مرحلة ما بعد "صفقة القرن" لم تعد تطرح أي تنازلات شكلية، فالمعادلة انتقلت من "الأرض مقابل السلام" إلى "السلام مقابل السلام"، ومن ثم إلى "السلام مقابل التوسع"، بمعنى فرض الاستباحة الشاملة للمنطقة. وأشار إلى أن الضفة الغربية اليوم، وفقًا للعقيدة الصهيونية المتطرفة، باتت تمثّل مركز "يهودا والسامرة"، ما يبرر تسارع وتيرة الاستيطان والتهجير، حيث تم إقرار 3600 وحدة استيطانية جديدة.

 

وتساءل: "هل الأنظمة العربية، خصوصًا تلك التي يتهددها المشروع التوسعي للعدو، ستعيد النظر في خياراتها وسياساتها؟"، مضيفًا أن الإمارات، التي ادعت أن تطبيعها مع العدو كان مشروطًا بوقف ضم الضفة، اليوم تشهد النقيض تمامًا، حيث يتسع التوسع الصهيوني يومًا بعد يوم.

وبين أن المعضلة الكبرى في المشهد الحالي تكمن في أن المشروع الصهيوني يواجه فراغًا عربيًا حقيقيًا، إذ لا يوجد مشروع عربي مقابل، ولا حتى تفاهمات داخلية لمواجهته. وأكد أن "العدو الإسرائيلي" يستغل هذه الحالة ليواجه كل دولة عربية على حدة، فيما تكتفي الأنظمة بإصدار بيانات تشعر بالخطر دون أي تحرك عملي، وهو ما يشجّع العدو على مواصلة خطواته التوسعية.

وفي هذا السياق، حذر صبري من أن الخطر لم يعد يتهدد غزة وحدها، بل يمتد إلى السعودية ومصر والأردن والعراق، مؤكداً أن "السعودية اليوم في قلب الخطر، ورغم ذلك تتعامل بنوع من التذاكي السياسي، وتعتقد أن تحالفها مع الولايات المتحدة سيحميها من الخطر الصهيوني، بينما التاريخ والواقع يؤكدان أن الكيان لا يعرف الحلفاء ولا يعترف بالأصدقاء".

وأشار صبري إلى أن العلاقة مع "العدو الإسرائيلي" لم ولن تكون ذات جدوى لأي طرف عربي، بل على العكس، فإن العدو يتعامل مع خصومه بقدر أكبر من الاحترام والرهبة، لأنه يحسب لهم الحساب. أما الصداقة مع هذا الكيان، فهي مجرّد تمكين له، وتمرير لمخططاته.

وأشار إلى أن "الصهيونية العالمية" اليوم ليست فقط في الكيان المحتل، بل باتت تقيم في البيت الأبيض، وتؤثر على قرارات كل إدارة أمريكية تأتي إلى السلطة.

وقال إن المفارقة الكبرى في المشهد أن المقاومة التي وضعت حدًا للخطر الصهيوني، في لبنان وغزة تحديدًا، هي اليوم تُطالب بنزع سلاحها، بل ويتم الضغط على الدول لعدم إعادة إعمارها أو دعمها إلا بشروط نزع هذا السلاح، في خدمة مباشرة وواضحة للعدو الإسرائيلي.

وأكد أن "المقاومة اليوم تمثل شرف الأمة، وهي المدرسة المتبقية في مواجهة مشروع لا يعترف بالحدود ولا بالسلام"، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوني القائم منذ "بن غوريون" حتى نتنياهو لم يكن مجرد رد فعل على الصراعات، بل خطة ممنهجة لتهويد الأرض وطرد سكانها وإعادة رسم المنطقة بالكامل.

وعن سايكس بيكو وتحديث المشروع الصهيوني لفت صبري إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا ولبنان، والتي قال فيها إن "سايكس بيكو كان خطأ تاريخيًا"، لا تعكس مراجعة نزيهة، بل تشير إلى مخطط جديد للتقسيم الطائفي والعرقي في المنطقة، بما يخدم رؤية "العدو الإسرائيلي" الذي يسعى لأن يكون "أكبر كيان" بين دويلات صغيرة متناحرة فاقدة للمشروعية.

وأوضح أن المشروع الصهيوني منذ بدايته، قام على استثمار الأقليات والطوائف لإضعاف الدول العربية من الداخل، مشيرًا إلى أن اللوبي الصهيوني لم يعد يؤثر فقط في القرار السياسي الغربي، بل أيضًا في تشكيل الخطاب الإعلامي والثقافي، وهو ما سمح للعدو ببناء سردية الضحية مقابل تهميش نضال الشعب الفلسطيني.

وعن اللحظة الفاصلة، إما مواجهة أو سقوط حر، شدد السفير عبد الله صبري على أن اللحظة الراهنة ليست لحظة تعاطف، بل لحظة حسم، فإما أن تنهض الأنظمة العربية من غفلتها وتواجه المشروع الصهيوني بحده الاستراتيجي، وإما أن تواصل سياسة الهروب والتطبيع وتجد نفسها لاحقًا بلا أوراق قوة، وبلا قدرة على الصمود.

وقال: "إن المشروع الصهيوني لا يتوقف، ومن يعتقد أنه في منأى عنه فهو واهم. لم يتحرك العرب حين نُكبت غزة، واليوم يتهدد الخطر أراضيهم وعواصمهم. وإذا لم يتحركوا اليوم، فغدًا سيكون الحبل على رقابهم".

 

 

 


خطابات القائد