• العنوان:
    عبيدات: مقترح صفقة التبادل محاولة صهيونية لشراء الوقت
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| محمد الكامل| المسيرة نت: قال المحلل السياسي الفلسطيني راسم عبيدات إن الحديث المتداول حول مقترح جديد لتسوية أو صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي، يأتي في سياق الضغوط المتزايدة التي تواجهها حكومة الاحتلال، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وسط مؤشرات واضحة على تفكك بنية الجيش وتراجع قدرته على الحسم العسكري في قطاع غزة.

وأضاف، خلال مداخلة له على قناة "المسيرة" أن المقترح الجديد الذي يُروج له من قبل الاحتلال، يتضمن تسليم المقاومة لجميع الأسرى الصهاينة في غزة، سواء الأحياء أو جثث القتلى، وعددهم يُقدّر بنحو خمسين أسيرًا، مقابل صفقة تبادل شاملة تشمل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم قيادات سياسية وعسكرية بارزة.

وأشار عبيدات إلى أن رئيس حكومة الاحتلال المجرم نتنياهو حاول تسويق هذا المقترح وكأنه جزء من إنجازاته أو اختراعاته السياسية، رغم أن فكرة الصفقة الشاملة كانت قد طرحتها المقاومة منذ بداية العدوان.

وأكد أن ما يسعى إليه القاتل نتنياهو الآن هو محاولة لشراء الوقت في ظل أزمات متفاقمة تهدد بقاءه السياسي، أبرزها دعوات العصيان المدني وتعطيل الحياة الاقتصادية داخل الكيان، والانقسامات العميقة بين المؤسسات الأمنية والعسكرية من جهة، والمستوى السياسي من جهة أخرى.

وأوضح أن الاحتلال يواجه صعوبات لوجستية وعسكرية هائلة، تمنعه من تنفيذ عملية احتلال بري شامل لقطاع غزة، حيث يتطلب مثل هذا التحرك حشدًا يتجاوز 200 ألف جندي، في وقت يعاني فيه جيش الكيان من نقص في القوى البشرية، وتراجع الروح المعنوية، وتعطل الكثير من المعدات العسكرية مثل الدبابات والناقلات المدرعة، بالإضافة إلى تآكل البنية العسكرية وضعف الأداء الميداني.

وأشار إلى أن تدهور القدرة القتالية للجيش، إلى جانب العزلة السياسية المتزايدة على المستوى الدولي، وتهديدات بفرض عقوبات عسكرية واقتصادية على الاحتلال، يدفع الاحتلال نحو خيار المفاوضات "اضطرارًا وليس قناعة".

خلافات داخلية تنذر بانفجار الوضع

وعن الخلافات الظاهرة بين القيادة السياسية والعسكرية، أكد عبيدات أن هذه الخلافات ليست حول الأهداف، بل حول التكتيك والوسائل، مشيرا إلى أن رئيس أركان العدو الإسرائيلي إيال زمير أنشأ خلية استشارية خاصة تضم معارضين لاستمرار الحرب، كما أقدم على تعيينات دون الرجوع لوزير الدفاع، مما يشير إلى توتر عالٍ بين المؤسسات.

 وع ذلك شدد عبيدات على أن الجميع في دولة الاحتلال يتفقون على الهدف الاستراتيجي المتمثل في إبادة الشعب الفلسطيني وترحيله، وليس هناك خلاف حول هذه المسألة الجوهرية، محذراً من أن المجرم نتنياهو لا ينطلق فقط من دوافع سياسية، بل من قناعة أيديولوجية تؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى، والتي تمتد – حسب خريطة عرضها سابقًا – من فلسطين التاريخية إلى أجزاء من الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية.

وأضاف أن المجرمنتنياهو يعتبر نفسه في مهمة "روحية وتاريخية" لإنجاز هذا المشروع الاستيطاني التوسعي، ما يجعله مستعدًا للمغامرة بحروب جديدة في لبنان أو إيران أو حتى اليمن، من أجل تصدير أزماته الداخلية.

وأوضح أن جميع السيناريوهات تبقى واردة في ظل التخبط الصهيوني وازدواجية السلوك السياسي والعسكري، معتبرًا أن العودة إلى طاولة المفاوضات قد لا تكون أكثر من ستار مؤقت لتنفيذ مخططات على الأرض، مؤكدًا أن أي تفاوض لا يعكس تحولًا حقيقيًا في نهج الاحتلال، بل هو نتيجة ضغوط داخلية وخارجية تهدد بتفكك الائتلاف الحاكم برئاسة المجرم نتنياهو.

خطابات القائد