• العنوان:
    عرب بلا عروبة!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    غزة تستغيث.. أطفالها يموتون جوعًا، نساؤها تُقتل تحت الركام، شيوخها يودعون الدنيا بأجساد أنهكها الحصار، ورجالها يقاتلون بصدور عارية أمام أعتى آلة قتل عرفها التاريخ الحديث. مشاهد الدماء والدمار تُبث على الهواء مباشرة، يسمعها كُـلّ من في الأرض، يراها العالم بأسره، لكن الصمت العربي.. أعلى من صرخات الضحايا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

منذ أشهر والعدوّ الصهيوني يرتكب أبشع الجرائم بحق مليونَين من البشر المحاصرين في غزة. أبيدت العائلات، دمّـرت البيوت، جُرفت الأراضي، وهُدمت المستشفيات والمدارس، حتى الأمل صار هدفًا لصواريخهم. ومع ذلك، لم نشهد موقفًا عربيًّا جادًّا وصادقًا يرقى إلى حجم الكارثة. لم تتحَرّك الجيوش، لم تُقطع العلاقات، لم تُغلق السفارات، بل حتى المقاطعة الاقتصادية التي لا تتطلب جهدًا عسكريًّا.. غابت أَو غُيبت!

والأدهى والأمرّ.. أن بعض الدول العربية لم تكتفِ بالصمت، بل مدّت يدها لتغذية آلة الحرب الصهيونية. تركيا ومصر، على سبيل المثال، رُصدت منهما عشرات السفن وهي تتنقل بين موانئهما وموانئ الكيان، حاملة ما يحتاجه لاستمرار عدوانه، في الوقت الذي يموت فيه أطفال غزة من الجوع، وتتعالى صيحات أُمهاتهم بلا مجيب.

أين أنتم يا عرب؟!

أين الشهامة؟ أين النخوة؟ أين الغضب على الأعراض التي تُنتهك؟ أين الغيرة على الأطفال الذين تتوقف قلوبهم لأن لقمة الخبز لا تصل إليهم؟ كيف يطيب لكم العيش وأنتم ترون أهل غزة يتساقطون بين قتيل وجائع ومشرد؟

إن التاريخ لن يرحم، والأجيال القادمة ستكتب أن العرب في زمن غزة كانوا شهود زور على إبادة جماعية، بعضهم بالصمت، وبعضهم بالمشاركة غير المباشرة. وسيظل العار يلاحق من مدّ يده للكيان أَو تواطأ معه، كما سيظل الفخر والعزة حكرًا على من وقف بصدق مع المظلومين.

غزة لا تسأل عن بيانات الشجب، ولا عن المؤتمرات الفارغة، ولا عن وعود الدعم التي لا تأتي. غزة تسأل: أين الأفعال؟ أين المواقف؟ أين الرجال؟