• العنوان:
    غزة مجوَّعة وتحتَ النار.. وضميرُ البشر كالرماد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، والعالم يشهد مجازر مروّعة تُرتكب بحق المدنيين، دون أن يتحَرّك ضمير دولي أَو إنساني. مئات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، وأحياء تُسوّى بالأرض، بينما تقف المؤسّسات الدولية عاجزة حتى عن إدخَال رغيف خبز، والدول الكبرى صامتة، وكأن دماء الفلسطينيين لا تستحق حتى الإدانة.

العدوان ليس مُجَـرّد حرب، بل إبادة جماعية تُبَثّ على الهواء مباشرة، ومع ذلك، يكتفي العالم ببيانات باهتة لا ترقى إلى مستوى الجريمة. هذا الصمت الدولي لم يعد حيادًا، بل أصبح تواطؤًا مكشوفًا وشراكة في الجريمة. فرفض وقف تصدير السلاح، ومنح التغطية السياسية للكيان الصهيوني، وفتح الجسور البرية من بعض الأنظمة العميلة، يُعد مشاركة فعلية في سفك الدماء.

وفي ظل هذا التخاذل العالمي، يبرز موقف اليمن كاستثناء مشرف. منذ اليوم الأول، أعلن الشعب اليمني وقوفه الكامل إلى جانب غزة، عبر مسيرات شعبيّة أسبوعية في كُـلّ المدن والقرى المحرّرة، ومواقف رسمية واضحة أصابت اقتصاد الكيان بالشلل التام، لولا مساندته من قبل بعض الحكام والأمراء المطبّعين. مواقف تُجسد عمق الانتماء للقضية الفلسطينية، وتؤكّـد أن الشعوب الحرة لا تُساوم على المبادئ، رغم الحصار والمعاناة.

اليمن، الجريح الصامد، كان الصوت الأعلى في زمن الخِذلان، والموقف الأصدق في لحظة الحقيقة. موقفه ليس وليد اللحظة، بل امتداد لتاريخ طويل من التضامن مع فلسطين، وهو ما يجب أن يكون عليه كُـلّ من يدّعي الإنسانية.

إلى المتقاعسين، إلى من اختاروا الصمت أَو الاكتفاء بالتنديد اللفظي: التاريخ لن يرحم، والشعوب ستُحاسب. غزة لا تحتاج إلى تعاطفكم الموسمي، بل إلى مواقفكم الصادقة. إما أن تكونوا مع الحق، أَو تكونوا جزءًا من الباطل.

لقد أسمعت لو ناديتَ حيـًّا               ولكن لا حياةَ لمـن تنـادِي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت              ولكن أنتَ تنفُخُ في الرَّمادِ