• العنوان:
    عار السعوديّة "ينبُع" من التوجُّـه قبل الإبحار
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في زمنٍ صارت فيه الخيانةُ تاجَ الملوك العُرَاة، وعبيدُ التطبيع أشباه رجالٍ في عيونهم قُبحُ الذل، تطوّعت سفينة "بحري ينبع" السعوديّة لتكون قميئًا عائمًا على صفحة التاريخ، تحمل بين أشرعتها رماد العار وسلاح الفناء الذي يُنقل إلى عدو الإنسانية، قاتل الأطفال الأبرياء في غزة الجياع.

في ميناء جنوة الإيطالي، حَيثُ لم يمت بعد ضمير العاملين، وقف أربعون رجلًا، لم يكن في أعينهم إلا العزة، وحاصروا سفينة الجريمة بحزم الرجال الأشداء، رافضين أن يكونوا أدوات في يد القَتَلة، أَو أن يشاركوا في مسلسل دماءٍ يُكتب مداده في أجساد الصغار والمظلومين.

هذه السفينة التي تهيم عبر البحار محملة بعتاد القتل من الولايات المتحدة، كانت تبتغي الوصول إلى الكيان الصهيوني لتغذية آلة المجازر، لكن عمال ميناء جنوة كشفوا المستور، واجهوا محاولة طاقم السفينة لعرقلة الوصول إلى الحقيقة، وصعدوا بشجاعة لتوثيق شحنة الموت، ليكون موقفهم علامة فارقة في مواجهة سفن الخيانة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتجرّأ فيها هؤلاء العمال على فضح سفينة "بحري ينبع"، فقد سبقتهم محاولة عام 2019، لتكشف أن السعوديّة ليست إلا راعيةً لنقل السلاح عبر طرق التطبيع، مصدرةً سمها القاتل إلى أرجاء المنطقة، على حساب دماء الأبرياء.

وليس السعوديّون وحدهم في هذه اللُّعبة القذرة، فدول مثل مصر والإمارات والأردن وتركيا، تمارس أدوارًا لا تقل خبثًا، متورطة في تجارة الأسلحة وممرات التهريب، رغم الوعود الدولية بحظرها.

فمصر التي تُتهم بخرق حظر الأسلحة في ليبيا، والإمارات التي تعتبر من أكبر موردي الأسلحة إلى ميادين النزاع، والأردن الذي يُرصد منه تسريبات للسلاح إلى سوريا، وتركيا التي تُتهم بدعم الجماعات المسلحة عبر الإمدَادات البحرية، كلهم شركاء في مسرحية الدم والعار.

ولا يخفى على المتابع أن هذه الوقائع مدعومة بتقارير من منظمات حقوق الإنسان، وتقارير الأمم المتحدة، والمعاهد البحثية، التي تؤكّـد أن هذه الدول تسهم في تأجيج الصراعات، وتدعم تمديد الحصار على غزة، لتبقى سفن الموت تعبر الموانئ، حاملة معها موتًا مجتمعيًّا مدمِّـرًا.

أيها الخونة، يا دُمى السياسة التي تبيع دماء الشعوب بثمن بخس، كيف تجرؤون أن ترفعوا راية الموت على صدور أطفال لا حول لهم ولا قوة؟ أنتم عفن الأرض وسُمّها، وسيندمى تاريخكم إلى الأبد على هذه الخيانة.

إن اعتراض عمال ميناء جنوة اليوم هو صرخة في وجه العالم، رسالة لكل ضمير حيّ: لا تظلّموا، لا تشاركوا في جرائم الحرب، ولا تجعلوا من صمتكم مرتعًا للقاتلين. دماء غزة ليست لعبة تُباع وتُشترى، بل عهدٌ مقدس، وحصنٌ منيع لن يُهدم.

ختامًا:

حان الوقت لكل الأحرار أن ينهضوا، ويرفعوا صوتَ الحق عاليًا في وجه موانئ العار، وأن يقفوا سدًا منيعًا أمام سفن الموت التي تحمل السلاح إلى العدوّ على حساب دماء أطفال غزة وصبر شعوبنا.

فلْنعلِنْها بثبات: لا سلامَ مع قاتل يمد يده بالدم، ولا تطبيع مع سفينة تحمل الرصاص بدل الخبز، ولا صمت أمام سفن تحطم الأمن وتجرع الأطفال جوعًا ودمارًا.

أيها الشرفاء، مسؤوليتُكم التاريخية لا تقبل التأجيل، فحان وقت العمل والمقاومة، لتكون كُـلّ مرفأ، وكل ميناء، وكل شارع من شوارع أوطاننا حصنًا منيعًا يحمي كرامة الإنسانية ويدافع عن حقوق المظلومين.

لنحطم أساطيل الخيانة، ونرسم بمقاومتنا طريق النصر والكرامة لغزة وفلسطين وكل أرض تقاوم. فدماء الشهداء لا تُنسى، وأطفالنا لا يُباعون بثمن سلاحٍ ولا تطبيعٍ، بل يستحقون السلام والحرية والحياة.