• العنوان:
    الاحتيال في منصات التداول الإلكتروني...بين غياب الوعي وواقع قانوني هشّ
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: مع التوسع السريع الذي يشهده عالم التداول الإلكتروني، تحوّل الفضاء الرقمي إلى ساحة تعجّ بالفرص والمخاطر في آنٍ معًا.
  • كلمات مفتاحية:


وبينما يجد البعض فيها بابًا للاستثمار، يقع كثيرون ضحايا لاحتيال ممنهج تقوده منصات وهمية تستغل جهل المستخدمين واندفاعهم وراء وعود الأرباح الخيالية.


في هذا السياق، سلّطت قناة "المسيرة" اليوم الاثنين، الضوء على هذا الملف من خلال نافذة "الأمن السيبراني"، حيث ناقشت مع الخبير التقني والأكاديمي اللبناني الدكتور ناجي أمهز، أبرز ملامح هذه الظاهرة، وآليات الاستدراج التي تتبعها بعض الجهات المشبوهة لنهب أموال الناس.

ويرى أمهز أن ظاهرة الاحتيال المالي عبر الإنترنت ليست جديدة، لكنها اتخذت أبعادًا أكثر خطورة مع ظهور العملات الرقمية والمنصات غير المرخّصة. فقد أصبحت بعض هذه المنصات تُقلّد مواقع تداول شهيرة أو تظهر بأسماء لامعة مجهولة المصدر، وتستخدم مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق مشاريع استثمارية وهمية.

ويبدأ الاحتيال – كما أوضح – بوعود مكاسب ضخمة وسريعة لجذب الضحايا، يليها طلب إيداعات مالية مرتفعة، ثم إغلاق الحسابات واختفاء الأموال، دون إمكانية الملاحقة القانونية، خصوصًا حين تكون المنصة غير مسجلة في أي دولة أو تعمل من "الظل الإلكتروني".

 

البسطاء وصغار المستثمرين

أشار الدكتور أمهز إلى أن المنصات الاحتيالية تستهدف غالبًا صغار المستثمرين ممن لا يمتلكون وعيًا ماليًا كافيًا، أو يفتقرون إلى الخبرة في عالم البورصات والتداول، فهم يشكّلون "سلّة جماعية" يمكن الاستفادة منها سريعًا، ثم إغلاق السيرفرات والانسحاب دون أثر.

وحذر من أن هذه الممارسات أصبحت أرضًا خصبة للنصب، مدعومة بضعف التشريعات في بعض الدول، وسرعة انتشار الحملات الإعلانية الخادعة عبر الإنترنت.

أوضح الدكتور أمهز أن الجانب الشرعي في التداول الإلكتروني لا يمكن تجاهله، خاصة حين يتعلّق الأمر بأنواع محددة من التداولات عالية المخاطر، والتي قد تشبه المقامرة من حيث سرعة المكسب والخسارة. وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك ضوابط شرعية وأخلاقية تنظّم المكاسب والربح المشروع.

وقال: "قد نجد أنفسنا في المستقبل القريب مضطرين للتعامل مع هذا النوع من الاقتصاد، كما اضطررنا سابقًا للتعامل مع البنوك والإنترنت، ولكن لا بد من التفريق بين التداول الرسمي المشروع، والمضاربات الاحتيالية التي تفتقر إلى الضمانات."

 

  بوابة الاستدراج: من الألعاب إلى الإدمان المالي

ومن زاوية اجتماعية، نبّه الدكتور أمهز إلى وجود ألعاب إلكترونية تستدرج الأطفال واليافعين تدريجيًا إلى عالم "المال الرقمي"، عبر بطاقات الدفع الإلكتروني، والربح الوهمي داخل الألعاب. ليجد الطفل أو الشاب نفسه لاحقًا جزءًا من منظومة الاستثمارات الاحتيالية، دون وعي منه بخطورة الانزلاق في هذه المنظومة.

وشدد على أن التوعية المستمرة هي حجر الأساس في مواجهة هذا النوع من التهديدات، مشيرًا إلى ضرورة تقنين استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني وفرض رقابة أسرية وتشريعية صارمة للحد من هذه الظواهر المتنامية.

 

  الحذر واجب والتوعية ضرورة

في ظل هذا المشهد المعقّد، يتفق الخبراء على أن القاعدة الذهبية في عالم الاستثمار الرقمي ما تزال قائمة: "إذا بدا العرض جيدًا لدرجة يصعب تصديقها.. فهو على الأرجح غير حقيقي."

ويدعو الدكتور ناجي أمهز، إلى ضرورة التحرك على المستوى الفردي والمؤسساتي لحماية المجتمعات، خاصة الشباب وصغار المستثمرين، من الغرق في هذا العالم الافتراضي الذي قد يبدو بريئًا في ظاهره، لكنه يخفي خلف شاشاته خطرًا ماليًا حقيقيًا.

 

 

خطابات القائد