• العنوان:
    البأس الشديد وعقوبة الشقاء والإعراض عن هدى القرآن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يجب أن نفهم علاقة الدين بنا، وحاجتنا الماسة، والشديدة إلى الدين الذي يعني: هدي من الله لنا في هذه الحياة؛ لنكون سعداء. الله ما خلق الإنسان في هذه الدنيا ليشقى، هل تعرفون هذه؟ لا يأتي الشقاء إلا من الإعراض عن دين الله، لا يأتي الشقاء في هذه الدنيا إلا بما صنعه المعرضون عن هدي الله.

يجب أن نفهم علاقة الدين بنا، وحاجتنا الماسة، والشديدة إلى الدين الذي يعني: هدي من الله لنا في هذه الحياة؛ لنكون سعداء. الله ما خلق الإنسان في هذه الدنيا ليشقى، هل تعرفون هذه؟ لا يأتي الشقاء إلا من الإعراض عن دين الله، لا يأتي الشقاء في هذه الدنيا إلا بما صنعه المعرضون عن هدي الله.
ليس فقط سيقولون لك: [إن الله خلق الدنيا هكذا تعيبة، ومتعبة، ومصائب، وبلاوي، وشقاء…] وأشياء من هذه، لا، الله خلق هذه الدنيا كحياة للإنسان؛ ليسعد فيها، والقرآن الكريم يؤكد هذا في أكثر من آية.
وهذه الآية نفسها هي واضحة: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه123) ماذا يعني يشقى؟ لا يشقى كما شقي آدم عندما أخرج من الجنة. ألم يكن في جنة جعل الله له جنة يعيش فيها حياة سعيدة، وعيشة واسعة.
ولكن عندما خالف ما نهاه الله عنه شقي، ألم يشق؟ يعني أخرج من تلك الجنة، حتى نزعوا عنهم ملابسهم، وينزل يدبر نفسه، يتعلم كيف يحرث، ويزرع، وكيف ينسج له لباس، ما عاد تستر إلا بورق من ورق الجنة يغطون على عوراتهم بها! فعلاً ليس المعنى أنه لباس التقوى، {يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا}(الأعراف27) يعني: لباس التقوى، لا، هذه قضية حقيقية، أن الله يؤكد فيها أن الناس ما يشقوا في هذه الحياة إلا بسبب إعراضهم عن هديه؛ لهذا فالأعداء الأذكياء، الأعداء الأذكياء، الخبثاء أشد عداوة، هم من يتجهون إلى ضرب الدين، أي إلى فصلنا عن ديننا، وهذا العمل الذي يعمل عليه إبليس على مدى آلاف السنين؛ ليضربنا في أهم قضية يتوقف عليها سعادتنا في الدنيا وفي الآخرة.
فيجب على الإنسان أن يكون واعياً، ومنزعجاً جداً عندما يسمع أن هناك توجه لحرب الدين، أن تعرف أنهم يحاربونك في أهم مفصل، ويضربونك في أهم موقع بالنسبة لحياتك كلها، في الدنيا وفي الآخرة.
كثير من الناس يسمع بحرب للدين [وامانة الدين والدين] وعنده في ستين داهية الدين، عنده الدين هناك حاجة ثانية، وهذا – مثلما قلنا أكثر من مرة – هذا مثل واضح فعلاً أنهم بتوجههم إلى السيطرة على مناهجنا الثقافية، أنهـم محاربين لديننا. أليس هكذا؟ وأن توجههم إلى هذه النقطة هم يعرفون بأنها أهم نقطة يتوجهون إليها، فإذا ما تمكنوا منها تمكنوا من كل شيء بالنسبة لنا، وضيعونا في الدنيا، وفي الآخرة.
لأنه بالنسبة للآخرة ما الله حكى عنهم أنهم قالوا: {لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى}(البقرة111) يريدون أن يتحكموا في الدنيا، وعندهم أنهم أيضاً سيتحكمون في الجنة! ما يريدوا أن يروا عرباً قبلهم في الجنة نهائياً إذا دخلوا، يتصورون أنهم سيدخلون هم، لا يريدون أن يرونا قبلهم، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
هنا يقول في الآية هذه: {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ}(الكهف1-2)؛ لأنه سيأتي بالحديث عن ناس انطلقوا في سبيله، وهم أصحاب الكهف، انطلقوا بموقف قوي، أعلنوا فيه إيمانهم بالله الواحد القهار، أعلنوا فيه إيمانهم بالله وحده، وكفرهم بكل ما يعبد قومهم من آلهة أخرى، بموقف علني، وموقف قوي.
إذاً فالقرآن هذا نفسه لينذر بأسا شديدا من لدن الله ألم يقل هكذا: {لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ}؛ لأن الكثير من الناس أمام العمل في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله، دائماً يخافون بأس الآخرين، أليس هكذا؟ يخاف أن يسجنوه، يخاف أن يلحقه شيء، يخاف أنه يقتل، يخاف، يخاف.. الخ.
يقول له: أن الشيء الذي يجب أن يخافه الناس هو البأس الشديد من لدنه، من الله، وليس مما لدن الآخرين. {لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ} وبأس في الدنيا، وبأسا في الآخرة أشد من باس أي طرف آخر، أو أشد من أي باس من لدن الآخرين، الذين نخاف منهم فنقعد عن التحرك لنصر الله، وإعلاء كلمته، ومواجهة أعدائه.
ما هذه وحدها عالجت إشكالية ثانية لدينا؟ ما يقعد الناس عن التحرك في سبيل الله إلا مفاهيم معوجة، ونظرة أن الحياة هذه معوجة من عند الله! هذه واحدة أبعدها {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا}.
ما يقعد الناس أيضاً عن التحرك في سبيل الله إلا الخوف من بأس الآخرين، البأس الذي يأتي من لدن الآخرين، من لدن الأمريكيين، من لدن دولة، من لدن إسرائيل، من لدن أي شخص كان، أو أي جهة كانت، أليس هذا هو الذي يقعد الناس؟ قل وهذه واحدة.
نجد أن الله يذكِّرنا بأنه لا، وأن البأس الشديد الذي يجب أن نخافه هو البأس الشديد الذي من لدنه هو، أما ما كان من لدن الآخرين لا يمثل شيئاً، وهذا شيء معلوم، حتى تعرف البأس الشديد من لدنه في هذه الدنيا أنظر إلى ما توعد به من أعرضوا عن ذكره، ما توعد به من أصبحوا أولياء لأعدائه، ما توعد به المفرطين في مسئوليتهم، في إعلاء كلمته، خزي شديد في الدنيا، ذلة، قهر، إهانة، معيشة ضنكا في الدنيا، وفي الآخرة سوء الحساب، وجهنم.
 

دروس من هدي القرآن الكريم
آيات من سورة الكهف

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م
اليمن – صعدة
 

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

خطابات القائد