• العنوان:
    قصيدة ..سِرَاجُ صَعْدَةَ (الإمام الهادي) عليه السلام .. للشاعر حسين محمد الوجمان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

 

طَوِيلُ دَرْبِ العُلَا يَغْلِي مِنَ الأَلَمِ

وَلَا يُضِيءُ سَنَاهُ غَيْرُ مُعْتَصِمِ

 

وَرِثْتَ مِنْ جَدِّكَ الْكَرَّارِ هَيْبَتَهُ

فَسِرْتَ تَقْطَعُ شَكَّ القَوْمِ بِالحِكَمِ

 

أَتَيْتَ صَعْدَةَ وَالآهَاتُ دَامِيَةٌ

وَفِي الحَنَايَا جِرَاحُ الدِّينِ وَالشَّيْمِ

 

نَادَاكَ أَهْلُ يَمَانٍ رَاغِبُونَ إِلَى

نُورٍ يُبَدِّدُ لَيْلَ الْقَهْرِ وَالنّقَمِ

 

فَسِرْتَ فِي الْأَرْضِ، تَدْعُو وَهِيَ يَابِسَةٌ

حَتَّى غَدَتْ مِنْ خُطَاكَ الْخُضْرُ فِي الْقِمَمِ

 

أَضَأْتَ دَرْبَ الْهُدَى فِي النَّاسِ فَانْكَشَفُوا

عَنْ فِتْنَةٍ حَجَبَتْ أَحْكَامَ ذِي الْكَرَمِ

 

أَعَدْتَ لِلشَّرْعِ فَحْوَاهُ الَّتِي سُلِبَتْ

حِينَ اسْتَظَلَّ بِهَا سُلْطَان مُنْتَقِمِ

 

كَمْ مِنْ ظَلُومٍ جَثَا مِنْ هَيْبَةٍ لَكُمُ

وَكَمْ شَكَا الْجَوْرُ مِنْ أَحْكَامِكَ الْحُرُمِ

 

بَنَيْتَ لِلدِّينِ أَرْكَانًا مُشَيَّدَةً

كَأَنَّهَا الطُّودُ، لَا تَهْوِي عَلَى قِدَمِ

 

دَعَوْتَ لِلَّهِ بُذْلًا فِي الدُّنَا عَلَنًا

تَسِيرُ لَا تَرْهَبُ الْإِغْوَاءَ كَالْعَلَمِ

 

وَخَضْتَ فِي عِلْمِهِ وَالنَّاسُ فِي غَسَقٍ

فَكُنْتَ كَالْبَدْرِ فِي لَيْلٍ بِلَا أَجمِ

 

تُفْتِي بِنَصِّ الْهُدَى، لَا بِالْهَوَى اتَّبَعْتْ

نَفْسُ التُّقَى فِيكَ، يَا مَنْ جِئْتَ بِالْعِصَمِ

 

تُنَاظِرُ الْفِرَقَ الْيُسْرَى بِبَيِّنَةٍ

فَيَسْكُتُ الْخَصْمُ لَا يَرْقَى إِلَى الْكَلِمِ

 

تَرْوِي حَدِيثَ أَبِيكَ الْمُصْطَفَى ثِقَةً

وَتَسْتَقِيمُ عَلَى مِنهَاجِهِ الْحَكَمِ

 

مَا مِلْتَ عَنْ نَهْجِ دَاعٍ بِالْكِتَابِ قَضَى

وَلَا خَفِيتَ، وَبِالتَّبْدِيلِ لَمْ تَقُمْ

 

أَقَمْتَ حُكْمَ الإِلَهِ الْحَقَّ مُرْتَكِزًا

عَلَى الْأُصُولِ، بِحَدِّ السَّيْفِ وَالْقَلَمِ

 

وَعِشْتَ فِي الزُّهْدِ، لَا دُنْيَا تُغَرِّكُمُ

وَلَا تُزَيِّنُكُم أَمْوَالُ ذِي النِّعَمِ

 

سَلَكْتَ فِي الدَّهْرِ لَا مَأْوًى وَلَا دَعَةُ

إِلَّا كِتَابَ الْهُدَى وَالدِّينِ وَالْقِيَمِ

 

تُطِيلُ سَجْدَةَ شُكْرٍ فِي دَجَى أَسَفٍ

تَجْرِي خُشُوعًا، وَفَيْضُ الدَّمْعِ كَالْسَّجَمِ

 

قَدْ صُنْتَ عَهْدَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى ثِقَةً

وَمَا قَبِلْتَ سُكُوتَ الذُّلِّ وَالْأُمَمِ

 

فَسِرْتَ بِالْحَقِّ، لَا تَخْشَى مَلَامَتَهُمْ

تُعَلِّمُ النَّاسَ أَنَّ الْعَدْلَ فِي الذِّمَمِ

 

يَا هَادِيَ الدِّينِ، يَا نُورَ الزَّمَانِ، أَيّا

مَنْ فِي وِلَائِكَ صِدْقُ الْقَلْبِ وَالْقَسَمِ

 

فَالْحُبُّ عَهْدٌ، وَخَيْرُ الْعَهْدِ مُتَّبَعٌ

مَا خُنْتُهُ، وَهُوَ آمالِي وَمُغْتَنَمِي

 

تَمْضِي الدُّهُورُ وَيَبْقَى النُّورُ مُتَّقِدًا

فِي هَدْيِ هَادٍ سَديدِ القَولِ مُلْتَزِمِ

 

سِرَاجُ صَعْدَةَ يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ، أَلَا

ذِكْرَاكَ فِي الدَّهْرِ وُجْدَانِيَّةُ الزَّخَمِ

 

خطابات القائد