• العنوان:
    حين يتصدّر اليمن منبر إيقاظ "الأمة" ومواجهة "العدوّ" في آن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: تُرى على أنها معجزةٌ عسكريةٌ تخوضُها اليمن، وقد تسلّمت رايةَ الدفاع والإسناد لغزة التي تعيشُ اليومَ أسوأَ فصول الإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين، حَيثُ يصمُتُ صوتُ المجتمع الدولي، ومعه يصمُتُ الصوت العربي الإسلامي الرسمي، وإلى حَــدّ كبير "الشعبي"، بينما يتحَرّك الرأي العام العالمي خارج المنطقة العربية الإسلامية على نحوٍ ملفت.
  • كلمات مفتاحية:

وفي ظل هذا الحدث الكبير المُستمرّ منذ عامين، يبرُزُ دورُ اليمن في قلب التفاعلات، ومعه تحضُرُ التساؤلاتُ عن كيف استطاع هذا البلد المحاصر أن يغيّر قوانين الحرب؟ وأن يفضح المطبّعين؟ وأن يتصدّر مخاطبة الشارع العربي الإسلامي؟

في كُـلّ أسبوع يوجّه فيه السيد القائد خطابًا جديدًا، يلتفت دائمًا إلى مخاطبة الأُمَّــة عربًا ومسلمين، ومع كُـلّ خطاب هناك حصة لا تخلو من نقد مواقف أنظمة عربية إسلامية متخاذلة، أَو متواطئة، مطبّعة مع العدوّ على نحوٍ مباشر وغير مباشر. 

يشير الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية إلى أن "دور اليمن ليس فقط في إسناد غزة وفلسطين، وإنما الدور في استنهاض الأُمَّــة لإحداث التغيير في واقع الأُمَّــة الصعب"، فاليمن، كما جاء في حديث الباحث الاستراتيجي حمية، ما يزال على لسان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحاول استنهاض الشعوب، حَيثُ لا أمل في حكام محكومين بما وصفها بـ"الملفات النائمة"، وبالأخص ملفات "فضائح إبستن" واتّفاقيات وعقود الأسلحة مثل اتّفاق سلاح "اليمامة" الذي لم يُنفذ منه شيء، بينما تُوزّع على الفاسدين في تلك الدول، بينما تلك المِلفات نائمةٌ بيد الأمريكي والعدوّ الإسرائيلي، حسب قراءة "حمية". 

ولأَنَّ تلك الأنظمة مكبَّلة بتلك المِلفات، يحاول اليمن جاهدًا وباستمرار إيقاظ الشعوب، على أَسَاسِ أن من لم يستيقظ من الصوت الأول، ربما يستيقظُ من الصوت المئة، وبحسب اعتقاد الدكتور حمية، فالشعبُ الوحيدُ الذي يمكن أن يكون له إرادَة جديدة في المنطقة هو الشعب المصري، مرجعًا ذلك إلى أن شعبَ مصر إلى اليوم لم يُطبِّع، على الرغم من التطبيع الحكومي والرسمي في مصر. 

وفي بُعدٍ آخرَ، ينظر الباحث حمية إلى أن اليمن يعمل بشكل صحيح؛ فهذا البلد وكأنه غيّر القوانين الفيزيائية العسكرية، حَيثُ تضرب صواريخه الباليستية أهدافًا بحرية متحَرّكة، كما تضرب صواريخه الفرط صوتية والكروز وطائراته المُسيّرة أهدافها بدقة على بُعد آلاف الكيلومترات، دون تمكّن العدوّ من اعتراضها. 

ولأنَّ اليمن في أكثرَ من مناسبة أشار وألمح إلى "دول" تقدِّمُ خدماتِها للعدوّ الصهيوني هنا وهناك، فَــإنَّ المرحلةَ الرابعةَ من تصعيد الحصار، كما يتوقّع الباحثُ الاستراتيجي، ستشمل قَطْعًا دولًا مطبِّعة، مؤكّـدًا بذلك أن اليمنَ فضح من وصفهم بـ"التجّار والخزمتشية"، الأعراب المُطبّعين والمُطبّلين، سواءٌ مَن كانوا مطبّعين من تحتِ الطاولة أَو من فوق الطاولة، كما أنه (اليمن) أعجز العدوّ الإسرائيلي وقدراته عن الرد، كما يدّعي العدوّ الإسرائيلي، إلى جانب أنه أهان الأمريكي في البحر، جازمًا أن "هناك تدخلًا إلهيًّا فيما يقومُ به اليمن". 

معلقًا في هذا السياق: "ما يقومُ به اليمن، وبكل هذه القدرة التي لديه، ويتحدّى الولاياتِ المتحدة الأمريكية والعدوّ الإسرائيلي وكل الدول المُطبّعة والمُطبّلة، ثم أن يكون على هذا الثبات وهذا الصبر وهذه القوة... لا بُدَّ أن هناك تدخلًا إلهيًّا". 

وفي سياق متصل، ينظُرُ الخبيرُ العسكري؛ العميد علي أبي رعد، على ضوء نشر قناة المسيرة شهادات من تم إنقاذهم من طاقم السفينة اليونانية الغارقة "إترنيتي"، إلى أن سياسة اليمن الذكية تُحوّل شهادة البحارة إلى سلاح فعّال ضد السفن الداعمة لكيان العدوّ الإسرائيلي. 

ويشير العميد علي أبي رعد إلى أن عرض اليمن للنداءات التي توجّـه بها بحارة "إترنيتي" سيكون له الأثر الكبير على كُـلّ من يتعاطى مع الشأن البحري من ناحيتين؛ من ناحية إيجابية ومن ناحية سلبية. 

في الجانب الإيجابي، يوضح العميد أبي رعد كيف تعاطى اليمنيون مع طاقم السفينة، وكيف ظهر اهتمامهم بهؤلاء البحارة، وكيف تم إنقاذهم، معتبرًا أن "هذا دليل سيظهر للعالم، مع بث هذا الفيديو، أن اليمنيين أناس لا يسعون للقتل لمُجَـرّد القتل، ولا يبغون أَسَاسًا القتل، لكنهم يحاولون إيقاف كُـلّ ما يمتّ بصلة للكيان الصهيوني الذي يقوم بالاستباحة والإبادة الجماعية في فلسطين المحتلّة". 

وفي الجانب السلبي المترتّب على شهادات بحارة السفينة "إترنيتي"، يؤكّـد أبي رعد أن هذا "سينعكس على كُـلّ العاملين في هذا المجال (البحري)، من ناحية التزامهم أَو الاستمرار في العمل في هذا الخط البحري؛ لأَنَّهم سيعلمون بطبيعة الحال ما هو المصير الذي ينتظرهم إذَا ما نفّذوا هكذا مهمات".

ويختتم حديثه بالقول: "إن الأمر السلبي الآخر، أن كُـلّ شركات الملاحة الكبرى، وهي شركات دولية، ومنها وأهمها شركات ألمانية وهولندية، سيواجهون مشكلة كبيرة، سواءً من ناحية التوظيف بالعمل في هذا المجال أَو حتى بالإبحار؛ لأَنَّهم بعد القرار اليمني سيضطرون إلى الالتفاف عبر طرق ملتوية، وأهمها رأس الرجاء الصالح؛ ما يعني أن التكلفة ستزيد أضعافًا، حَيثُ سيضطرون إلى الإبحار لمسافة لا تقل عن 6000 ميل بحري، مع إضافة التكاليف البحرية، والتأخير في المُدَد الزمنية للتسليم، وما شابه ذلك".

خطابات القائد