وفي حديثه لقناة "المسيرة"، اليوم الاثنين، أكّد عبيدات أن بيان القوات المسلحة اليمنية، الذي نصّ على استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ كيان العدوّ الصهيوني، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها، يحمل دلالات سياسية وعسكرية بالغة الخطورة على العدوّ الغاصب، ويمثل تطوراً نوعياً في حجم الدعم الميداني العربي لفلسطين.

وأشار عبيدات إلى أن المرحلة الرابعة تعني أن الحظر البحري لم يعد مقتصراً على ميناء "أم الرشراش" فقط، بل بات شاملاً لكل الموانئ في فلسطين المحتلة، مثل ميناء حيفا وأسدود، لافتاً إلى أن تداعيات هذا القرار تطال سفناً تركية وأوروبية، خاصة تلك التي تنقل النفط والوقود إلى كيان العدوّ، وهو ما سيوسّع نطاق الضغط الاقتصادي ويزيد من كلفة التعامل التجاري مع الاحتلال.

وأضاف أن قوات صنعاء استطاعت منذ انخراطها في المواجهة المفتوحة مع كيان العدوّ أن تفرض معادلات جديدة، وما تقوم به اليمن يشكّل جبهة إسناد رئيسية ومحورية، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضاً من الناحية النفسية والاقتصادية، في ظل تصاعد أزمة الثقة داخل المجتمع الصهيوني وتزايد حالات التمرد داخل جيشه؛ نتيجة طول أمد الحرب واستنزاف الموارد البشرية والمعنوية.

وفي سياق موازٍ، اعتبر عبيدات أن محاولة كيان العدوّ الصهيوني تقديم نفسه على أنه يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، سواء عبر الإنزال الجوي أو إنشاء ما يسمى "مناطق آمنة"، لا تعدو كونها حيلة دعائية رخيصة تهدف إلى تحسين صورته أمام المجتمع الدولي، بعد تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

واعتبر أن الإنزالات الجوية لا تلبّي الحد الأدنى من الحاجة، مشيراً إلى أن ما أُنزل لا يتعدى حمولة شاحنتين فقط، بينما غزة تحتاج ما بين 500 إلى 600 شاحنة يومياً لتلبية احتياجات سكانها المنكوبين. كما أشار إلى استمرار الاحتلال في تفتيش دقيق ومهين للشاحنات، ما يعيق سرعة إيصال الغذاء والدواء.

وأردف بأن الهندسة الصهيونية للجوع، تعكس مدى الانحدار الأخلاقي والسياسي لكيان العدو، متسائلاً: "منذ متى كانت الإنسانية ضمن أجندة كيان العدوّ الصهيوني؟"

ورأى عبيدات أن كيان العدوّ يتعرض لضغط غير مسبوق من دول غربية داعمة له تاريخياً، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي بدأت تلوّح بمراجعة اتفاقيات الشراكة التجارية، وتراجع الرواية الصهيونية داخلياً.

وقال عبيدات: إن اليمن باتت تمثل عامل ضغط لا يمكن تجاهله على كيان العدوّ الصهيوني، حيث دمجت دعمها السياسي مع قدرات عسكرية متقدمة وصلت إلى قلب الأراضي المحتلة.

ولفت إلى أن استمرار التصعيد اليمني يُحدث تحولاً في توازن القوى الإقليمية، في ظل التواطؤ العربي الرسمي المخزي، مؤكداً أن صوت اليمن الحر أقوى اليوم من صمت كثير من العواصم المجاورة لغزة.

وبحسب عبيدات فإن بيان المرحلة الرابعة يعكس أن المعركة لم تعد فلسطينية فقط، بل باتت معركة وعي عربي وإسلامي جامع، تضع الجميع أمام مسؤوليات أخلاقية وسياسية.