وشارك في التظاهرة عدد كبير من جنسيات وتوجُّـهات مختلفة، بينهم نشطاء أجانب من دول مجاورة لألمانيا؛ جميعهم حضروا للتعبير عن رفضهم لإغلاق ومنع كيان الاحتلال الإسرائيلي وصولَ المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتنديد بحرب التجويع المُستمرّة والممنهجة التي يمارسها الكيان ضد المدنيين، ووصفوها بـ"جريمة حرب" مكتملة الأركان.

وبدأ المتظاهرون بالتجمع في مكان انطلاق التظاهرة، حَيثُ طافوا في عدة شوارع من "برلين" لشد الانتباه إلى معاناة سكان غزة، رافعين لافتات وصورًا للأطفال الذين استشهدوا بسَببِ المجازر والتجويع المُستمرّ، مكتوبةً بالإنجليزية والألمانية والعربية.

واستخدم المتظاهرون أدواتٍ مثل الأواني الفارغة للقرع أثناء انطلاق التظاهرة؛ بهَدفِ لفتِ الانتباه إلى ما يحدث يوميًّا من قتل وتجويع واحتلال.

وعبّر المشاركون عن رغبتهم في زيادة الضغط على الحكومة الألمانية لتغييرِ سياستها تجاه كيان الاحتلال، من خلال حشدِ أكبرِ قدر من القوى المجتمعية والسياسية والحقوقية؛ بهَدفِ فرض موقفٍ أكثر صرامة تجاه السياسات الصهيونية في غزة.

ووجّهوا رسالةً واضحةً للعالم، خَاصَّةً للألمان، حول معاناة الفلسطينيين، وضرورة العمل على إنهاء الإبادة وسياسة التجويع والازدواجية في المعايير الدولية، خَاصَّة أن "ألمانيا تتخذ مواقف أكثر حدة عند الحديث عن صراعات أُخرى مثل أوكرانيا، بينما تتجاهل وبشكلٍ غير عادل معاناة الفلسطينيين"، بحسب تعبير المتظاهرين أمام وسائل الإعلام.

وعلى الرغم من أن التظاهرة شهدت تواجُدًا أمنيًّا كثيفًا من القوات الأمنية الألمانية، كانت تراقب الفعالية بشكلٍ صارم، أصر المتظاهرون على رفع أصواتهم، منادين بضرورة تدخُّل دولي لضمان دخول المساعدات إلى غزة، وإدانة الجرائم الإسرائيلية، ورفض السياسات التي تؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني هناك.

ووثّقت وسائلُ الإعلام المختلفة حضورًا مكثّـفا للشرطة، حَيثُ انتشرت بأعداد كبيرة، وارتدت دروعًا لمكافحة الشغب، رغم أن المظاهرةَ كانت سلمية، وهو ما اعتبره المنظمون مبالغًا فيه، بالإضافة إلى تواجد أجهزة مخابرات كانت تراقبُ المتظاهرين وتحاول تصويرَهم على أنهم معادون للسامية أَو يدعمون حماس، التي تعتبر حركةً محظورةً في ألمانيا.

ووفقًا لوسائل الإعلام؛ فقد فرضت الشرطةُ الألمانية قيودًا على بعض العبارات التي لم يُسمح بترديدها أثناء التظاهرة، ومن يخالف ذلك كان يتعرَّضُ للاعتقال، وهو ما رآه الكثيرون انتهاكًا لحقهم في التعبير عن رأيهم بحرية وانتهاكًا لحقوق المتظاهرين في ألمانيا.

وشهدت الأيّام الأخيرة تصاعدًا في عنف الشرطة، التي لن تتوقف عن ممارساتها القمعية، حَيثُ مارست عنفًا غير مبرّر ضد المتظاهرين من الرجال والنساء، بغضِّ النظر عن العمر أَو الجنس؛ ما أثار انتقادات واسعة، حتى من وسائل الإعلام الألمانية التي لم تكن عادةً تغطِّي الشأن الفلسطيني بشكلٍ مكثّـف.

خطابات القائد