خاص| المسيرة نت: قال الناشط السياسي زكريا الشرعبي إن ما يحدث في الجنوب السوري، لا سيما في محافظة السويداء، ليس مجرد اضطرابات داخلية أو صراعات محلية، بل هو جزء من مخطط صهيوني ممنهج لتوسيع النفوذ على حساب السيادة السورية، مؤكداً أن العدو يسعى إلى فرض "حدود مرحلية" جديدة تمهّد له للتوسع ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى".

وفي تصريحه لقناة المسيرة أوضح الشرعبي أن التطورات المتسارعة في الجنوب السوري تجري وسط تفاهمات خفية وتقاسم نفوذ بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا، معتبراً أن الطرفين، كونهما عضوين في الناتو، يتبادلان الأدوار لضمان استمرار النفوذ الأجنبي داخل الأراضي السورية.

وحذّر الشرعبي من أن "العدو الإسرائيلي يواصل تنفيذ مشروعه لتجريد الدولة السورية من كل عناصر قوتها، بما في ذلك أسلحتها، ونقاطها الاستراتيجية، ومواردها المائية"، في ظل صمت دولي مريب وتغافل عربي مقلق، موضحا أن  ما يُروّج له الاحتلال من إنشاء "منطقة عازلة" أو "جدار أمني حديدي" على حدود الجولان ليس إلا غطاءً مرحليًا لتوسيع السيطرة العسكرية على غرار ما حدث في اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، والتي أدت إلى تقليص الأراضي التي كانت تحت سلطة منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكّد الشرعبي أن سوريا ليست مستهدفة من باب الصراع التقليدي أو ملفات التطبيع، بل لأنها جزء أساسي من المشروع الصهيوني العقدي، مضيفاً: "ما نراه ليس مخططات، بل تنفيذ ميداني واقعي لمشروع إسرائيل الكبرى الذي يسعى لابتلاع الأراضي من النيل إلى الفرات".

وأوضح أن الاحتلال يربط هذا المشروع بما يسميه "إسرائيل الانتدابية"، التي يدّعي أنها تضم ضفتي نهر الأردن، أي الأراضي الفلسطينية والأردنية، وتستهدف لاحقًا سوريا كعمق استراتيجي يجب تفكيكه.

ولفت إلى أن  من بين الأهداف غير المعلنة للاحتلال الإسرائيلي في سوريا السيطرة على منابع المياه الإستراتيجية، مثل حوض اليرموك، الذي أصبح هدفًا مباشرًا ضمن ما أسماه بـ"حرب المياه"، والتي تمتد لتشمل طموحات في نهر الليطاني ونهر الفرات.

 وأكد أن هذه السياسات المائية ليست جديدة، بل تمثل امتدادًا لعقيدة "إسرائيلية" قديمة تقوم على التحكم بمصادر المياه في المنطقة كوسيلة للهيمنة الاقتصادية والسياسية.

 

 


خطابات القائد