المسيرة نت: وجّه الناشط السياسي الفلسطيني فؤاد بكر انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي والأنظمة العربية الرسمية، محمّلًا إياهم المسؤولية المباشرة عن استمرار المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسط صمت عالمي مطبق وتواطؤ إقليمي يرقى إلى حد التآمر.

وفي حديثه لقناة المسيرة أوضح بكر أنه على الرغم من انتشار وسائل الإعلام المتنوعة وسماع العالم بالمجازر الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيين يوميا غير أن العالم يلزم الصمت في تواطأ وتخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق، لافتا إلى أن المسؤولية تقع على كل من يملك القدرة على الفعل ويمتنع، لأنه بذلك يصبح متواطئًا بشكل مباشر فيما يجري.

وأشار إلى أن المسؤولون والحكام يحاولون التهرب من تحمل المسؤولية تجاه غزة رغم إدراكهم وجوب التحرك الجاد لإنقاذ مظلومية غزة.

وفي إشارة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، أوضح بكر أن الشعب الفلسطيني في غزة يُحاصر، ويُمنع من أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء ومأوى وملبس، وسط مفاوضات لا تسفر عن شيء سوى المزيد من الدماء.

ولفت إلى أن هناك ثلاث تريليونات دولار تُصرف على التسليح العربي، لكن لا تُستخدم منها رصاصة واحدة لكسر الحصار أو إدخال مساعدات إلى غزة، لافتا إلى أن تلك المعطيات تثبت وجود توافق دولي وإقليمي مخزٍ، ومفارقة فاضحة في المعايير.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، كشف بكر أن مخازن وكالة الأونروا في مدينة العريش المصرية تحتوي على مساعدات غذائية تكفي لثلاثة أشهر، ولكنها ممنوعة من الدخول إلى قطاع غزة دون مبرر قانوني أو إنساني.

وأضاف: "أين المنظمات الدولية؟ أين تطبيق القانون الدولي؟ لم يعد مقبولًا الصمت، فالشعب الفلسطيني يُذبح جائعًا، من يملك الحرية اليوم هو من يتحمل المسؤولية الكبرى، لو اتخذت دولة واحدة قرارًا حقيقيًا، كقطع النفط مثلًا، لاهتزت المنطقة بأكملها.

 

وهاجم بكر السياسة الغربية لافتا إلى أن الولايات المتحدة تستقبل المجرم نتنياهو في البيت الأبيض وكأنه زعيم سلام، رغم مسؤوليته المباشرة عن جرائم الحرب، مؤكدا أن تلك التصرفات تفضح النفاق العالمي، مشددا على أن الحديث عن السلام دون استرداد الحقوق يعتبر مجحفا وغير منصفاً.

وخلص إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته حتى الرمق الأخير، موضحا أن ما يجري الآن ليس مجرد أرقام أو أخبار متكررة، بل دماء حقيقية، وأرواح بريئة تزهق في سبيل لقمة عيش وكرامة وطن. المطلوب اليوم ضغط حقيقي من الشعوب على حكوماتها لترجمة الضمير الإنساني إلى فعل ملموس.

 


خطابات القائد