• العنوان:
    خيارات حزب الله
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حفاظًا على السلم الأهلي ووحدة الصف اللبناني وافق حزب الله على ملءِ المقاعد الشاغرة في الرئاسة والحكومة اللبنانية، وتنازل عن موقفه من ترشيح حلفائه فيهما لصالح مرشحي المكونات اللبنانية الأُخرى.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

وللأسف أن بعض هؤلاء المرشحين وهذه المكونات اللبنانية لم يقدروا هذه الخطوة الوطنية الشجاعة من حزب الله؛ بل استغلوها لتعميق الانقسام في الشارع اللبناني، والضغط أكثر وأكثر على حزب الله، وظنوا أن الحزب في أضعف مراحله، وأنه بات بإمْكَانهم التخلص منه، وصاروا يطالبون بنزع سلاحه جهارًا نهارًا، مستغلين الضغوط والتهديدات الأمريكية والصهيونية، معلنين حرصهم لنزع سلاح حزب الله بالقوة ولو أَدَّى ذلك إلى حربٍ أهلية.

ليس هذا فحسب؛ بل دخل زعيم جماعة النصرة الإرهابي أبو محمد الجولاني على الخط أَيْـضًا، تارةً يهدّد حزب الله في لبنان، وتارةً يهدّد لبنان كلها، بأنه سيقوم باجتياحها وضمها إلى سوريا إن لم تطلق السلطات اللبنانية العناصر السورية الإرهابية الموقوفة لدى الأمن اللبناني من سنوات سابقة، وتارة يطالب بضم طرابلس اللبنانية إلى سوريا مقابل التنازل عن الجولان السوري المحتلّ للكيان الصهيوني.

حزب الله اليوم، بات بين خيارين لا ثالث لهما، الأول الاستجابة للضغوط الأمريكية والصهيونية وأدواتها في لبنان والمنطقة ويقوم بتسليم سلاحه لسمير جعجع والجولاني والصهيوني والأمريكي ليذبحه كُـلٌّ منهم من خلف الرقبة، ولكلٍّ منهم طريقتُه وخِبرته في المنطقة، وهناك طريقة صبرا وشاتيلا التي يجيدها جعجع، وطريقة داعش التي يجيدها الجولاني، وطريقة نتنياهو في غزة، وطريقة الأمريكي في العراق وأفغانستان.

والخيار الثاني مواجهةُ كافة الضغوط المحلية والإقليمية والدولية والاحتفاظ بسلاحه، والبقاء في مواقعه، والاستعداد لكافة الخيارات المطروحة، وهذا هو الخيار المطروح أمام الحزب حتى الآن لحماية نفسه وبيئته وشعبه، وحماية لبنان وفلسطين والمقاومة، وحماية الأُمَّــة والمنطقة مهما كلف ذلك من ثمن.

الحزب الذي واجه الكيان بالأسلحة الخفيفة والعبوات المتفجرة لا يمكن أن يستسلم أمامه وقد بات قادرًا على تدمير قواعده ومستوطناته في كافة الأراضي المحتلّة، ولن يصمد العملاء والخونة متى تعرض أسيادهم لصفعاتٍ مدوية، وسينقلب عليهم الداخل والخارج؛ لأنهم من أجبروا الحزب على اتِّخاذ هذا القرار الصعب، ولن يقف المحور على الحياد إذَا لزم الأمر، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

* أمين عام مجلس الشورى