• العنوان:
    عاشوراء يوحِّد الأحرار ورايات الحسين تكتسح العالم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| منصور البكالي| المسيرة نت: من كربلاء المقدَّسة إلى أقاصي المعمورة، ومن طهران إلى صنعاء، ومن الضاحية الجنوبية إلى غزة، صدح الأحرار في العاشر من محرم بشعار الخلود: "هيهات منا الذلة".
  • التصنيفات:
    عربي محلي دولي
  • كلمات مفتاحية:


 تجدَّدت ذكرى عاشوراء، لتغدوَ مرة أُخرى عنوانًا للوعي والبصيرة، وشعلة تهتدي بها قوى المقاومة في مواجهة طغاة العصر، من يزيد الأمس إلى كيان العدوّ الصهيوني اليوم.

 اليمن.. حسين العصر وراية الصمود


 من اليمن إلى كربلاء.. "كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء"، من ساحة المطار بصنعاء إلى الطف في كربلاء، ومن شوارع صعدة إلى شوارع بيروت وغزة وطهران، كان صوت واحد يعلو: "لن نَذِلَّ، لن نَخضَعَ" وهيهات منا الذلة".

 وشهدت العاصمة صنعاء مسيرتين مركزيتين ضخمتين:- الأولى للرجال انطلقت من ساحة المطار، والثانية للنساء انطلقت من ميدان السبعين، حَيثُ شاركت حشود غفيرة من مختلف الفئات والشرائح المجتمعية.

كما خرجت مسيرات حاشدة في محافظات صعدة وعمران وذمار والحديدة وحجّـة وإب وتعز، وتحوّلت ساحات المحافظات إلى امتداد روحي لكربلاء، وجدد فيها الشعب اليمني العهد بالتمسك بنهج الإمام الحسين عليه السلام، ومواصلة درب التضحية والمقاومة.


ومنذ أسبوع الشعب اليمني يحيي ذكرى عاشوراء في حلقات المساجد وخطب صلاة الجمعة، وفي الوقفات الاحتجاجية واللقاءات القبلية، والإذاعات المدرسية، كمحطة لتزود بالصمود والوعي والبصيرة.

وفي هذا السياق، أكّـد العلامة خالد موسى، عضو رابطة علماء اليمن، أن إحياء ذكرى عاشوراء يعيد للأُمَّـة وعيها بواجبها أمام الله ورسوله، ويذكّرها بأن الإمام الحسين عليه السلام "أراد أن يخرج الأُمَّــة من عبودية الطغاة إلى عبودية الله وحده". 

وَأَضَـافَ أن القيادةَ الثورية في اليمن تمثل الامتدادَ الحقيقي لنهج الإمام الحسين في نصرة فلسطين والتصدي لقوى الاستكبار، مُشيرًا إلى أن "اليمنَ اليوم يقدِّمُ الموقف الحسيني الكربلائي، ويقدّم القرابينَ من الشهداء؛ مِن أجلِ قضايا الأُمَّــة".

 من جهته، أكّـد الدكتور حمود الأهنومي، في تصريح خاص لـ "المسيرة"، أن فاجعة كربلاء "كشفت طبيعة الصراع بين الحق والباطل، وهي التي علّمت الأُمَّــة دروس الشجاعة والانتصار للمستضعفين".

وقال: "ما يقوم به المجاهدون في فلسطين واليمن ولبنان والعراق وإيران هو ثمرة لمدرسة كربلاء؛ لأَنَّ الحسين رسم خطًّا واضحًا للأُمَّـة لا يزال صالحًا لكل زمان ومكان".

وأشَارَ إلى أن "كل ما نراه من حركات تحرّر هي تمثُّلٌ للحسين، وكل من نواجههم من طغاة العصر هم امتداد ليزيد"، مؤكّـدًا أن الصراع بين خط الحسين وخط يزيد مُستمرّ حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

كربلاء.. قبلة القلوب وعين البصيرة

في العراق، اكتظت كربلاء المقدسة بملايين الزائرين، الذين توافدوا من كُـلّ فجٍّ وصوب؛ إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).

"ركضة طويريج" هذا العام سجلت مشاركة غير مسبوقة تجاوزت الثلاثة ملايين زائر، في مراسم عزاء اختلطت فيها حرارة الشمس بحرارة القلوب.


أكثر من 20 ألف عنصر أمني وطائرات الجيش العراقي شاركوا في تأمين المراسم، وسط إجراءات تنظيمية عالية الدقة.


 

إيران.. قلب المقاومة:

في إيران، أقيمت مراسم ليلة عاشوراء بحضور قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، الذي شارك في مجلس العزاء في حسينية الإمام الخميني بطهران.


وأكّـد الخطباء على أن نهضة الإمام الحسين عليه السلام هي نبراس طريق الجمهورية الإسلامية ومحور جبهة المقاومة ضد كيان العدوّ الصهيوني وجبهة الباطل، مشدّدين على أن شعار "هيهات منا الذلة" هو جوهر الثورة الإسلامية الإيرانية.



لبنان.. على العهد رغم الغياب:


وفي لبنان، أحيا حزب الله والمقاومة الإسلامية ذكرى عاشوراء بمسيرة جماهيرية ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، غابت عنها كلمة الأمين العام السيد حسن نصر الله لأول مرة منذ سنوات، لكن حضر فيها العهد والولاء: "ما تركتك يا حسين".

وألقى الشيخ نعيم قاسم كلمة باسم المقاومة، مؤكّـدًا أن الصراع مع كيان العدوّ الصهيوني لا يحسم إلا بالقوة، وأن نهج كربلاء حاضر في كُـلّ موقف للمقاومة.

باكستان والبحرين.. عزاء رغم القمع:


رغم التهديدات الأمنية، شهدت باكستان مسيرات حاشدة أحيت ذكرى عاشوراء، وصدحت فيها الحناجر بنداء الحسين، فيما واجه البحرينيون المضايقات الأمنية بإصرار على إحياء الشعائر الحسينية، مؤكّـدين أن كربلاء لا تموت.

أُورُوبا وأمريكا.. عاشوراء بلا حدود:

وفي المهجر، أقامت الجاليات الإسلامية مجالس العزاء في لندن، وواشنطن، ونيويورك، وبلجيكا، والسويد، حَيثُ تحولت الحسينيات والمراكز الإسلامية إلى منابر للعزاء والولاء، رافعين راية "لبيك يا حسين" رغم بُعد المسافات واختلاف اللغات.

عاشوراء ليست لحظةَ حزن، بل مدرسةٌ ووعي وثورة، تتجدد كُـلّ عام، وكلما نادى الحق وواجه الباطل، يكون للحسين أتباع، ويكون للطغيان يزيد جديد.