• العنوان:
    كيف هزمت إيران كيان العدو الإسرائيلي.. ماذا لو استخدمت كامل قوتها الصاروخية؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| زين العابدين عثمان*| المسيرة نت:في تقييم النتائج والمعطيات الاستراتيجية التي فرضتها جولة المواجهة بين إيران من جهة وكيان العدو الإسرائيلي وأمريكا من جهة أخرى، فأول ما يمكن ملاحظته أن إيران تمكنت -بعون الله تعالى- وفي ظرف قياسي من احتواء الحملة الاستباقية الواسعة التي شنها العدو الإسرائيلي بمساعدة أمريكا، وتعطيل جميع الأهداف الرئيسية التي كانت تسعى لها إدارة المجرم نتنياهو وترامب في تدمير المقدرات الدفاعية والعلمية والعسكرية والاقتصادية لإيران، وتصفية النظام الإسلامي، وإثارة الفوضى في الجبهة الداخلية.

فخلال جولة الحرب التي لم تتجاوز 12 يوماً، أظهرت جمهورية إيران الإسلامية -بعون الله تعالى- قدرتها على ضبط إيقاع الحرب واختطاف دفة المبادرة من اليوم الأول عبر هجمات مكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت لضرب قدرات كيان العدو الإسرائيلي الدفاعية، وشبكة واسعة من الأهداف ذات القيمة الاستراتيجية العالية.

لقد تمكنت إيران -بعون الله تعالى- من الإطاحة بتفوق جميع أنظمة الدفاع الصاروخي التي يتحصن خلفها كيان العدو، والمكوّنة من عدة طبقات، منها أنظمة الدفاع بعيدة المدى طراز ARROW 2-3، ومنظومات الدرع الأمريكي THAAD، وبطاريات مقلاع داود، والقبة الحديدية، وكذلك تمكنت من تدمير المئات من الأهداف الحساسة والمركزية لكيان العدو في قلب "يافا" و "حيفا" و "بئر السبع" وغيرها من المناطق المحتلة، والتي كان من ضمنها:

1- المراكز الأمنية الاستراتيجية: مثل شبكة "آمان"، ومقر الموساد، ومخابئ القيادة السرية، ومراكز الاستخبارات التكتيكية.

2- البنية العسكرية والاقتصادية: مثل مقر وزارة الدفاع، والقواعد الجوية، ومرافق صناعات الأسلحة والمعدات، ومراكز الأبحاث العلمية والتطوير التقني (معهد وايزمان)، بالإضافة إلى بعض منشآت الطاقة، ومطار اللد، وميناء حيفا الاستراتيجي.

كما استخدمت إيران مجموعات مختلفة من الصواريخ الباليستية، خاصة الصواريخ الفرط صوتية، التي حققت بعون الله تعالى ضربات دقيقة ومركزة أدت إلى تدمير هذه الأهداف بشكل كامل.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو طالت الحرب أكثر من 12 يوماً؟

القدرة الكبيرة التي أظهرتها إيران في الحرب، ومستوى ما حققته صواريخها من نتائج وتداعيات كارثية على الأمن القومي والاستراتيجي لكيان العدو، كانت مسألة خارج الفرضيات التي وضعتها إدارة المجرم نتنياهو وكذلك الإدارة الأمريكية، فلم تذهب هذه الفرضيات إلى أن تخرج إيران من تحت آلة الهجوم الاستباقي بهذه القوة وأن تحقق صواريخها تفوقاً حاسماً ضد ترسانة الدفاع المتعددة.

 حتى أن التقدير الأمريكي لم يفترض في توقعاته أن ينهار صمود الكيان "الإسرائيلي" ويتعرض لضربات دقيقة وكارثية على بنيته العسكرية والأمنية والاقتصادية بذلك المستوى، وأن تبدأ حركة الهجرة العكسية لعشرات الآلاف من الصهاينة بمغادرة الكيان عبر البحر والبر.

لذلك، فإن هذه المتغيرات والتداعيات لم تكن في نطاق توقع العدو الإسرائيلي والأمريكي، بل إن الصدمة الكبرى أن التداعيات الحاصلة لم تأتِ كنتيجة لاستخدام إيران ذروة قوتها، وإنما كانت جانباً فقط من قدراتها، بنسبة 5-10%، خصوصاً في مجال قوتها الصاروخية،  فخلال حرب الـ12 يوماً استخدمت إيران 500-590 صاروخاً مع 1000 مسيرة، وهذه بطبيعتها أرقام بسيطة جداً إذا ما قورنت بحجم المخزون الاستراتيجي من الصواريخ والمسيرات الذي يتجاوز عشرات الآلاف.

 مع ذلك، تمكنت إيران -بعون الله تعالى- وفي هذه المدة الضيقة، من تحقيق هجمات استراتيجية دفعت الكيان الإسرائيلي إلى حافة الانهيار، وأرغمت الإدارة الأمريكية على إيقاف الحرب بشكل مستعجل.

ولربما أن فرضية إطالة الحرب لشهر أو شهرين أو أكثر، فإن حساب التداعيات التي يمكن أن تحصل لكيان العدو الإسرائيلي لن يُقاس بخسائر مادية أو معنوية فقط، بل بدخول هذا الكيان في جحيم أمني وعسكري واقتصادي غير مسبوق، ففي أفضل الاحتمالات، ستتحول كبرى مدنه ومستوطناته (يافا وحيفا المحتلتان) إلى مدن أشباح نتيجة الدمار الواسع الذي ستلحقه بها الصواريخ الإيرانية بشكل دراماتيكي، وكذلك مغادرة الصهاينة التي يمكن أن يصل عددهم إلى أكثر من مليون مستوطن.

سؤال آخر يطرح نفسه: ماذا لو استخدمت إيران 2000 صاروخ؟

هناك بعض المسائل التي يجب توضيحها، خصوصاً أن إيران لم تبدأ بعد حرباً صاروخية مفتوحة ضد الكيان الإسرائيلي، فبمجرد التكهن بعمليات هجومية بـ 2000 صاروخ، يمكن تحديد النتائج وفق آلية التدمير والأضرار التي قد تحدثها في هيكل الكيان.

 وبالمنطق العسكري، فإن دخول إيران في حرب صاروخية واسعة ابتداء بهجمات مكونة من 2000 صاروخ متوزعة على عدة موجات، ولنفرض مدة زمنية قدرها 10 أيام، يمكن لهذه القوة النارية تحطيم قوة الكيان العسكرية والاقتصادية بشكل شبه كامل، أو تحويل مدينة كاملة كحيفا أو يافا المحتلتين إلى مدينة غير صالحة للعيش.

 إن  2000 صاروخ ذات رؤوس حربية متوسطة زنة طن يمكنها حمل 4 ملايين رطل من المتفجرات، وهي كمية مثالية لضرب آلاف الأهداف بسلوك تدميري شامل.

*باحث عسكري

 


خطابات القائد