وتسرد وسائل الإعلام العبرية من يوم إلى آخر جانباً من الخسائر الفادحة للعدو على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والمعنوية خلال الحرب مع إيران، واصفة ما حدث بأنه "الأعنف" منذ احتلال فلسطين عام 1948م.

 وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن الرد الإيراني على كيان العدو تسبب في تشريد حوالي 19 ألف مغتصب من 17 مستوطنة، مشيرة إلى أن ما يقارب 11 ألف صهيوني نازح تم إيواؤهم في فنادق في عدة مغتصبات، وأنه تم تقديم نحو 45,730 طلب تعويض حتى الآن نتيجة الأضرار الواسعة جراء الهجمات الإيرانية الأخيرة.

أما قناة i24news)) فأشارت إلى أن هناك أكثر من 800,000 ألف صهيوني، أخلوا مناطقهم نحو الجنوب أو المستوطنات الداخلية، كما تم تسجيل حوالي 52,000 طلب مغادرة الكيان المؤقت خلال 10 أيام، بالإضافة إلى موجات هروب جماعي عبر رحلات جوية مكثفة لنقل مزدوجي الجنسية إلى دول أوروبية وكندا.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة (12) ففقد بلغ عدد الجنود القتلى في جيش كيان العدو 79 خلال أول أسبوع من العمليات، معظمهم قتلوا داخل قواعد صاروخية في جنوب وشمال فلسطين المحتلة، وهو ما كانت تتكتم عليه سلطات العدو.

وكشفت أنه خلال أول 5 أيام من الهجمات الإيرانية قتل 189 صهيونياً، بينهم جنود، و117 من المغتصبين، فيما أشارت القناة (13) العبرية إلى إصابة 1400 من المغتصبين، منهم (140) حالاتهم حرجة، ومعظمهم في [تل أبيب]، وحيفا، وبئر السبع.

وفيما يتعلق بالخسائر المدنية، تشير صحيفة "هآرتس" و "معاريف" إلى أن الرد الإيراني تسبب في انهيار 34 مبنىً سكنيًا ما بين جزئي وكلي، خاصة في [عسقلان] و [الخضيرة]، كما أصاب عدة مدارس ومستشفيات بشكل مباشر أو غير مباشر في شمال [تل أبيب].

ولفتت إلى وقوع إصابات مباشرة لقواعد عسكرية منها: [قاعدة بلماخيم، حيفا البحرية، ومطار رامون]، إضافة إلى تدمير منشآت لوجستية في قاعدة بلماخيم الجوية، ومراكز مراقبة في الجولان، وحدوث انفجارات ضخمة في مخازن للذخيرة في النقب، ناهيك عن تحطم 3 طائرات مسيّرة "إسرائيلية" كانت في مهمات استطلاعية فوق الأجواء الإيرانية.

وتشكل هذه الخسائر الاقتصادية هاجسًا مرعبًا بالنسبة للعدو، فبحسب تقارير "كالكاليست" و "غلوبس" الاقتصادية، فقد بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة نحو 7.4 مليار شيكل (ما يقارب 2 مليار دولار) خلال الأسبوع الأول، وتمثلت في إغلاق أكثر من 410 شركات تقنية بسبب الهجمات وانقطاع الكهرباء، وضرب 3 منشآت صناعية كبرى في بئر السبع، من بينها منشأة دفاعية، وانخفاض بورصة [تل أبيب] بنسبة 10.2% التي فقدت 9% من قيمتها خلال 4 أيام.

وقدرت خسائر قطاع التكنولوجيا بـ3.4 مليار دولار، وأكثر من 400 شركة ناشئة أوقفت أعمالها إلى أجل غير مسمى.

أما بالنسبة للأضرار في البنية التحتية فبحسب القناة 13 العبرية وتقرير جيش كيان العدو، فقد تضرر 11 مركزًا للطاقة، ووقوع انقطاعات كبيرة للكهرباء في الشمال، وتوقف محطتي تحلية مياه في الخضيرة وعسقلان لساعات، وتدمير جزئي لخطوط السكك الحديدية بين "تل أبيب" والجنوب، وتعرض مطار رامون لأضرار هيكلية، وإغلاق مؤقت لمطار بن غوريون.

ولم تكن وسائل إعلام العدو بمنأى عن كل هذه الخسائر القاسية، حيث أجمعت التقارير على أن الرد الإيراني قد كسر هيبة الردع "الإسرائيلي"، وكشف عن هشاشة الدفاعات رغم الدعم الأمريكي، مؤكدةً إن الخسائر التي أُعلنت رغم الرقابة المشددة تمثل أكبر تراجع أمني واقتصادي ومعنوي لكيان العدو منذ حرب أكتوبر 1973، وتؤسس لمرحلة جديدة في قواعد الاشتباك الإقليمي.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن كيان العدو لم يكن مستعداً لحرب طويلة المدى، وإن الحرس الثوري الإيراني هزّ الصهاينة، كما لم يحدث منذ 1973."

بدورها علقت صحيفة يديعوت أحرونوت بقولها: "مفاجأة تكتيكية واستراتيجية: رد إيران فاق كل تقديراتنا العسكرية،" فيما علقت القناة 12 العبرية بالقول: "نواجه أزمة ثلاثية: أمنية، نفسية، وسياسية، والمواطن الصهيوني، قد ثقته بالقيادة،" ما يعكس تصاعد غضب المغتصبين الصهاينة ضد الحكومة والجيش بعد فشل التقديرات الأمنية، واندلاع مظاهرات في (تل أبيب) وحيفا تطالب بإقالة مجرم الحرب نتنياهو ووزير دفاعه.