• العنوان:
    صعدة تحرق المخدِّرات.. المعركة مُستمرّة في الداخل كما على الحدود
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في صباحٍ مشبع بالدخان لا يشبهُ أيَّ صباح اعتيادي، شهدت محافظةُ صعدة حدثًا أمنيًّا وقضائيًّا لافتًا، حَيثُ أُتلفت كمية كبيرة من المخدرات تجاوزت 17 ألف كيلوغرام من مادة الحشيش، في عملية جسّدت جانبًا آخر من معركة اليمنيين ضد أدوات الاستهداف الناعمة والخفية.

لم تكن ألسنة اللهب التي تصاعدت من ساحة الإتلاف مُجَـرّد مشهدٍ لإحراق ممنوعات، بل كانت بمثابة رسالة واضحة بأن الأرض التي تواجه العدوّ عند الحدود، تُخوض فيها أَيْـضًا معركة تطهير الداخل من أدواته، وفي مقدمتها المخدرات، التي تُهرّب عبر المناطق الساحلية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال لتجد طريقها إلى السوق السعوديّة، الأكثر استهلاكا لها.

العملية تمتْ تحتَ إشراف مباشر من جهاز مكافحة المخدرات بمحافظة صعدة، وبحضور ممثلين عن رئاسة محكمة الاستئناف، ونيابة استئناف صعدة، وإدارة أمن المحافظة. وأكّـد القاضي إبراهيم جاحز، رئيس نيابة الاستئناف، أن هذه الخطوة تأتي تتويجًا لعام كامل من العمل الأمني المكثّـف، والتنسيق بين الأجهزة المختصة لملاحقة المتورطين في التهريب والترويج، مشدّدًا على أن "القانون سيُطبّق بحزم ولن يكون هناك أي تهاون مع تجار المخدرات".

بدوره، ثمّن القاضي سليمان الشميري، رئيس محكمة الاستئناف بالمحافظة، جهود الأجهزة الأمنية، مؤكّـدًا أن القضاء سيواصل القيام بدوره في هذه المعركة، وفرض أقسى العقوبات بحق كُـلّ من يثبت تورطه في هذه الحرب القذرة التي تستهدف المجتمع اليمني من الداخل.

 رجال الأمن المشاركون في عملية الإتلاف، أكّـدوا أن تلك الكتل السوداء التي صعد دخانُها إلى السماء، تمثّل خلاصةَ عمليات رصد ومتابعة دؤوبة، في ظل محاولات متكرّرة لشبكات تهريب محترفة، تعمل بغطاء وتنسيق مع قوى العدوان وأدواته.

من صعدة، الرسالة واضحة: لا حصانةَ لمجرمي المخدرات، ولا ملاذَ آمنًا لأدوات التدمير الناعم، والمعركة مُستمرّة على كُـلّ الجبهات.. نارٌ على الحدود، وعدالةٌ في الداخل.