• العنوان:
    كيف فشل العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران وخسر معركة الردع الاستراتيجية؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص: المسيرة نت: في أعقاب العدوان الأمريكي-الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، برزت تساؤلات حول أسباب فشل هذا العدوان في تحقيق أهدافه المعلنة، وانكشاف الأهداف الخفية وراءه.
  • كلمات مفتاحية:


الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية، العميد عبد الله بن عامر، أوضح أن إيران لم تواجه الكيان الصهيوني وحده، بل تحالفًا عسكريًا واستخباراتيًا غربيًا متكاملًا.

 ومع ذلك، تمكنت إيران من قلب المعادلة والرد بسيناريو عسكري معقد، فرضت فيه صواريخها المحلية هيمنتها على سلاح الجو المدعوم بغرف عمليات غربية مشتركة.

وأشار العميد بن عامر إلى أن العدوان فشل في تحقيق أهدافه على الرغم من استخدام أضخم القدرات الجوية والاستخباراتية الغربية، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية استطاعت رسم قواعد ردع جديدة.

 وأوضح في حديثه على قناة "المسيرة" أن الأهداف المعلنة للعدوان كانت تستهدف البرنامج النووي، بينما كان الهدف الخفي إسقاط النظام الإيراني.

بين السرديات والأهداف الخفية

وفقًا للعميد بن عامر، سعى الكيان الصهيوني لترسيخ سردية مضللة حول طبيعة وأهداف العدوان، مصوّرًا إياه على أنه استهداف للبرنامج النووي الإيراني، بينما كان الهدف الحقيقي هو "إسقاط النظام".

وتساءل: "لو كان الهدف ضرب النووي فقط، لماذا استمر العدوان 12 يومًا بدلاً من نصف ساعة؟" مشيرًا إلى أن الضجة الغربية حول البرنامج النووي الإيراني مستمرة منذ عام 2003.


قراءة في اختلال ميزان القوة

أظهرت المعركة الأخيرة اختلالًا كبيرًا في ميزان القوة، حيث واجهت إيران تحالفًا غربيًا واسعًا ضم سلاح الجو، والدعم الأمريكي المباشر، وغرف العمليات المشتركة، والأقمار الصناعية، وقواعد استخباراتية أوروبية مثل القواعد الفرنسية في الأردن.


 ومع ذلك، انتصرت الصواريخ الإيرانية المحلية الصنع على هذه المنظومة المشتركة، مستغلةً ميزات فنية وتكتيكية غير متوقعة مثل سرعة الإطلاق ومرونة المناورة.

 على الرغم من كون سلاح الجو الصهيوني من أقوى الأسلحة في المنطقة، إلا أنه لم يصمد أمام القدرات الصاروخية الإيرانية، ما أجبر الكيان على طلب وقف إطلاق النار بعد فشل منظوماته الاعتراضية وتراجع كفاءتها.

القرار الحاسم في الساعات الأولى

أكد العميد بن عامر أن القرار الحاسم اتخذته إيران في الساعات الأولى للعدوان، بعد نجاة المرشد الأعلى من محاولة اغتيال. هذا مكن القيادة الإيرانية من احتواء الصدمة، وتعيين بدائل قيادية، والاستعداد لرد عسكري محسوب.


متابعاً: " ومن هنا، بدأت إيران "بالتدرج من الصدمة إلى الهيمنة"، حيث تصاعد الأداء العسكري الإيراني تدريجيًا، ليصبح أكثر انضباطًا ودقة مع مرور الوقت، مما أدى إلى خلخلة المعادلة العسكرية المعروفة في المنطقة. 

وأشار إلى أن أحد أبرز إنجازات إيران كان قدرتها على إدارة "حرب طويلة النفس"، وهو الأمر الذي يخيف الكيان الصهيوني، خاصة مع انشغاله بجبهات متعددة تشمل اليمن وغزة، وسط ضغط صاروخي متزامن.

فشلت السرديات التي حاول الكيان الصهيوني ترسيخها، خاصة في ظل تعاظم الرد الإيراني. وشدد العميد على أن العدوان شكل لحظة تحول في موازين الردع، وأثبتت طهران قدرتها على كسر الهيمنة الغربية، ليس فقط دفاعًا عن سيادتها، بل في إطار مشروع مقاوم يشمل المنطقة بأسرها. 

خرجت إيران من هذه المعركة بمكاسب استراتيجية غير مسبوقة، تمثلت في سقوط السردية الصهيونية، وفشل الأهداف الخفية، وانتصار المعادلة الردعية الصاروخية. 

كما مثّل هذا العدوان اختبارًا واقعيًا للصناعة العسكرية الغربية نفسها، التي عجزت عن حسم المواجهة أمام التصميم السياسي والعسكري الإيراني، ما يفتح الباب أمام معادلة إقليمية جديدة تُكتب بلغة المقاومة والصواريخ، لا بالطائرات وقواعد الهيمنة.

 


خطابات القائد