• العنوان:
    تحول استراتيجي في علاقة إيران بالوكالة الذرية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص: المسيرة نت: تتجه العلاقاتُ الإيرانية الغربية، وخَاصَّة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نحو مزيد من التصعيد بعد قرار طهران تعليق التعاون مع الوكالة على خلفية ما تصفه بـ"الانحياز السافر" و"الاختراق الأمني" من قبل الوكالة لصالح كيان العدوّ الصهيوني.
  • كلمات مفتاحية:

وفي ظل تعقيدات الملف النووي الإيراني، وتداخل التحالفات الدولية بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أُخرى، تبدو الجمهورية الإسلامية بصدد إعادة تموضع استراتيجي قد يُفضي إلى مرحلة جديدة من المواجهة الدبلوماسية والعسكرية.

في حديثه لقناة "المسيرة" أمس الخميس، أوضح أُستاذ العلاقات الدولية الدكتور طارق عبود أن المواقف الروسية الأخيرة، وإن بدت تسعى لتيسير تفاهم بين طهران والغرب بشأن الملف النووي، إلا أنها لا تنفصل عن تعقيدات النظام الدولي، حَيثُ توجد اتّفاقيات دفاع مشترك بين إيران وروسيا والصين؛ ما يعزِّزُ من احتمالية انخراط هذه القوى في دعم طهران حال تطور المواجهة.

وأشَارَ إلى أن العلاقات بين موسكو وواشنطن تشهد عداءً مباشرًا، وتخوض روسيا حربًا بالوكالة مع حلف الناتو في أوكرانيا، ما يعيد ترتيب أولويات الدعم والتحالفات الدولية.

عبود لفت إلى أن الصين بدورها تحاول تحقيق توازن بين علاقتها مع الولايات المتحدة – التي تبلغ قيمة التبادل التجاري معها نحو 700 مليار دولار سنويًا – وبين موقعها كقوة صاعدة لا ترغب في التصعيد المفتوح مع الغرب.

ومع ذلك، فإن هناك إشاراتٍ إلى تعاون أمني متنامٍ بين بكين وطهران، لا سِـيَّـما في مجالات الدفاع الجوي والتقنيات العسكرية، في إطار استراتيجية مقاومة الهيمنة الأمريكية.

وفيما يتعلق بقرار إيران تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح الدكتور عبود أن هذا القرار كان متوقعًا في ضوء ما كشفته التسريبات الأخيرة حول مدير الوكالة رافائيل غروسي، والذي اتُهم من قبل مسؤولين إيرانيين بتسريب معلومات حساسة تتعلق بالمفاعلات الإيرانية لصالح كيان العدوّ الصهيوني.

وقال : إن "غروسي بات يُنظر إليه في طهران كأدَاة تعمل لصالح المشروع الصهيوني"، مشدّدًا على أن إيران لم تعد ترى في الوكالة شريكًا نزيهًا، بل طرفًا منحازًا ومشبوهًا يمهد للعدوان عليها.

كما اعتبر أن اجتماع مجلس محافظي الوكالة، الذي تبنى قرارًا يدين إيران، لم يكن مُجَـرّد إجراء إداري، بل خطوة سياسية لتوفير غطاء قانوني لهجوم غربي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، بالتنسيق مع كيان العدوّ الصهيوني.

 وأشَارَ إلى أن التجربة التي مرت بها إيران في الفترة بين 13 و25 حزيران شكلت مفصلًا تاريخيًّا، وأعادت تقييم طهران لجدوى الاستمرار في اتّفاقيات العمل الشاملة التي تخلّت عنها الولايات المتحدة عام 2018 بقرار من إدارة دونالد ترامب.

وأكّـد الدكتور عبود أن النظام الإيراني بات أكثر ميلًا نحو الحذر والتصعيد المدروس، وقد يتجه إلى تقليص تعاونه مع المؤسّسات الدولية، خَاصَّة تلك التي ثبت تورطها في تسريب معلومات أَو اتِّخاذ مواقف مسيّسة.

وأوضح أن التحول الراهن يعكس إدراكًا عميقًا لدى صناع القرار الإيرانيين بأن المواجهة لم تعد تقنية أَو دبلوماسية، بل استراتيجية وجودية في ظل تصاعد الضغوط الغربية والإسرائيلية.

يبدو أن إيران تتجه نحو مرحلة جديدة في إدارة ملفها النووي، عنوانها الأَسَاسي فقدان الثقة بالمؤسّسات الدولية وتكثيف التحالفات مع القوى الصاعدة كروسيا والصين.

ومع اشتداد التوتر الإقليمي والدولي، فإن قرار طهران بتقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس إلا بداية لنهج مغاير قد يحمل في طياته تصعيدًا مفتوحًا في وجه كيان العدوّ الصهيوني والغرب، خُصُوصًا في حال استمرار الاستهداف الأمني والسياسي لمراكز القوة في الجمهورية الإسلامية.


خطابات القائد