• العنوان:
    يران بعد تعليق التعاون مع الوكالة.. صبر استراتيجي وردع فاعل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص: المسيرة نت: قدّم الباحثُ في الشؤون الإيرانية، الدكتور رضا إسكندر، تحليلًا شاملًا حول أبعاد الموقف الإيراني وما يمكن أن تحمله المرحلة القادمة من سيناريوهات.
  • كلمات مفتاحية:

وقال الدكتور رضا إسكندر في حديثٍ لقناة "المسيرة" اليوم الخميس: إن "تعليق التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس إلا بداية لمسار متشعب، وإن أية خطوات لاحقة ستُتخذ بناءً على طبيعة الردود الغربية، لا سِـيَّـما من طرف الولايات المتحدة وكيان العدوّ الصهيوني".

وأشَارَ إلى أن "من بين السيناريوهات المطروحة على الطاولة وقفًا شاملًا للتعاون مع الوكالة إلى حين إدانة العدوان الأمريكيّ والصهيونيّ على الأراضي الإيرانية، بل وحتى إعادة النظر في العلاقة مع الدول الأُورُوبية التي فقدت، وفقًا له، صفة الوسيط النزيه".

وَأَضَـافَ أن طهران تنظر بعين الريبة إلى ما تعتبره "كمائن تفاوضية" تُنصب لها أثناء المحادثات، سواء عبر المؤسّسات الدولية أَو عبر بعض الوسطاء الذين يتلقون توجيهاتهم من واشنطن وتل أبيب.

 ورأى أن استمرار امتلاك إيران لمخزون من اليورانيوم المخصب يمنحها أوراق قوة استراتيجية، مؤكّـدًا أن كيانَ العدوّ الصهيوني – المدعوم من الاستخبارات الأمريكية – يقف وراء العديد من العمليات الأمنية التي استهدفت العلماء النوويين الإيرانيين، بمساعدة تسريبات من داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وحذّر إسكندر من أن "طهران -وإن كانت حريصةً على ضبط النفس وعدم الإضرار بأي من الدول العربية والإسلامية- تمتلك من الأدوات ما يكفي للرد الشامل إذَا اقتضت الحاجة"، مشدّدًا على أن التفكير الاستراتيجي الإيراني يعتمد على "الصبر الطويل" و"إعادة الحسابات الدقيقة" مع احتفاظه بحق الرد الكامل.

في سياق متصل، أشار إلى أن الولايات المتحدة لا يمكن اعتبارها وسيطًا، بل طرفًا معاديًا، مؤكّـدًا أن طهران كانت تدرك ذلك حتى في ذروة المفاوضات عبر الوسيط العُماني.

ولفت إلى أن واشنطن وكيانَ العدوّ الصهيوني كانا بحاجة إلى خلق عدوٍّ مشترك لتحويل الأنظار عن أزماتهما الداخلية المتفاقمة، ولذلك تم الزج بإيران في واجهة المشهد.

كما أوضح أن طهران باتت أكثر حذرًا في المرحلة المقبلة، ولن تدخل أي تفاوض جديد إلا بشروط واضحة تحفظ كرامتها الوطنية وتضمن حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

ومن بين هذه الشروط -وفق إسكندر- أن تقومَ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم اعتذار رسمي، ومحاسبة المسؤولين عن تسريب معلومات أَدَّت إلى اغتيال علماء إيرانيين، بمن فيهم مدير الوكالة إذَا ثبتت التهم عليه".

إيران اليوم، كما يراها إسكندر، ليست في موقع المتلقي بل الطرف الذي يملك أوراقَ الردع ويحدّد المسارات المقبلة وفق حسابات دقيقة. فقرار تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يكون تمهيدًا لمرحلة جديدة من المواجهة، لكنها مواجهة قائمة على شروط واضحة: الكرامة الوطنية، الردع الاستراتيجي، والحقوق السيادية الكاملة في برنامجها النووي.

وبين مفاوضات مشروطة ومواجهة محتملة، يبقى المِلَفُّ الإيراني عنوانًا لصراع مفتوح ضد كيان العدوّ الصهيوني والولايات المتحدة، في ظل توازنات دولية لا تزال قيدَ التشكُّل.

 


خطابات القائد