التصريح الذي تناقلته وسائل إعلام عبرية، تزامن مع عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية تؤكد التدهور الحاد في القدرات القتالية والمعنوية لجيش الاحتلال الغاصب.

 هذا الانهيار الذي لم يعد خافيًا على المحللين والمتابعين، يؤكد أن كيان العدو الغاشم يعيش اليوم حالة ضعف استراتيجي غير مسبوقة منذ تأسيسه.

الدكتور وليد محمد علي، في حديثه لقناة "المسيرة"، شدد على أن العمليات المتكررة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في خان يونس، لم تُسقط فقط الآليات والدبابات، بل كشفت عن هشاشة المنظومة العسكرية والأمنية لكيان العدو الصهيوني.

وقال إن "العدو لم يعد يطيق الخسائر البشرية، وإن مقتل جنوده هو ما يفرض عليه التراجع"، مؤكدًا أن هذه الحقائق تعني أن الاحتلال بات يعيش أزمة قيادة وثقة داخلية.

وأشار الدكتور وليد إلى أن جنود العدو لم يعودوا يؤمنون بما يقومون به، وأنهم يرون بأن قيادتهم تزجّهم في معارك تخدم مصالح نتنياهو وفريقه المتطرف، الذي يسعى إلى إعادة صياغة هوية الكيان بما يتماشى مع رؤى توراتية تتجاوز الواقع والمنطق.

وأضاف أن الانهيار العسكري الذي شهدته خان يونس يعكس تآكلًا في العقيدة القتالية لدى الجيش، وتخبطًا واضحًا في الأداء الميداني، سواء من حيث فقدان السيطرة أو ضعف الحماية الجوية والاستطلاعية.

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات أن أكثر ما يُوجع كيان العدو هو تلك العمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة، مؤكدًا أن الجيش بات مضطرًا إلى مراجعة خياراته بعد الخسائر الثقيلة التي تكبّدها في الأرواح والمعدات.

وأوضح عبيدات أن هناك تصاعدًا في المزاج الشعبي داخل الكيان بضرورة وقف هذه الحرب، حيث أظهرت استطلاعات رأي أن أكثر من 60% من الجمهور يؤيد إنهاء العدوان على غزة.

وربط عبيدات بين إخفاقات جيش العدو في قطاع غزة، والفشل في العدوان على إيران، معتبرًا أن مجرم الحرب نتنياهو الآن في مأزق داخلي كبير، حيث يواجه خطر التحقيق والمحاكمة في قضايا فساد وفشل سياسي وعسكري.

ولفت إلى أن محاولات نتنياهو للهروب من المحاسبة باتت أكثر وضوحًا، خاصة في ظل دعوات شخصيات دولية مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإلغاء محاكمته، في خطوة رأى فيها البعض غطاءً سياسيًا لتمرير تسوية في غزة، مقابل الحفاظ على مستقبل نتنياهو السياسي.

كما أشار عبيدات إلى تحول خطير طرأ على تركيبة المجتمع الصهيوني، حيث تحوّل الكيان من مركز جذب لليهود حول العالم إلى منطقة طاردة، وهو ما تعكسه محاولات لجذب 700 ألف يهودي أمريكي إلى داخل الأراضي المحتلة.

وأضاف أن هذه الأزمة البنيوية داخل الكيان تنذر بالمزيد من الانهيارات على المدى القريب، لا سيما مع تزايد دعوات الهجرة العكسية وفقدان الثقة بمستقبل الكيان لدى شرائح واسعة من المستوطنين.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن كيان العدو الصهيوني يدخل مرحلة حرجة من تاريخه، حيث تتقاطع الهزائم العسكرية مع التفكك السياسي والانهيار الاجتماعي. أما المقاومة الفلسطينية، فهي اليوم في موقع المبادرة، تفرض المعادلات وتعيد رسم موازين القوى في المنطقة.

 ومع كل عبوة تنفجر في دبابة وكل شهيد يرتقي، تترسخ معادلة أن لا بقاء للاحتلال في أرض لا تقبل الخنوع، وأن مشروع كيان العدو الصهيوني بات على طريق الزوال، إن عاجلًا أو آجلًا.