وأوضح نصرالله في تصريح خاص لقناة "المسيرة"، ضمن تغطية التاسعة صباحاً، أن الإسرائيليين والأمريكيين فعلوا كل شيء تقريبًا في هذين العامين، حيثُ كانت فكرة التخلص من المقاومة هي الدرجة الأولى والأساس لهم، وكان إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا هو أكبر إنجاز للعدو؛ لأنهم أرادوا من خلال ذلك تطويق المقاومة، وانتهت الأمور بالعدوان على الجمهورية الاسلامية سياسياً وعسكرياً، لكن الإيرانيين تمكنوا منذ اليوم الأول من إعادة ترميم ما حصل ونجحوا في تغيير المعادلة لصالحهم.

وأشار إلى أن هدف العدوان الصهيوني الأمريكي هو إسقاط النظام في إيران من أجل استعادة زمام المبادرة كما كان في السابق بعهد الشاه وخلق نوع من المعادلات لصالح العدوّ، لكن تمكنت طهران من إفشال كل هذه المخططات ولم يستطع الكيان الصهيوني تحقيق أي إنجاز باستثناء الخطابات الإعلامية التي تخرج من "تل أبيب" تتحدث عن التفوق وعن إنهاء المشروعين النووي والصاروخي في إيران.

وأضاف الإعلامي اللبناني: كان يراد أن يكون هناك ما يسمى "شرق أوسط جديد" يخضع للإرادة الأمريكية وحلفائها في المنطقة كالكيان الصهيوني، وبالتالي وأمام هذا المشهد قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة كان لا بدَّ من الهجمة المرتدة من قبل محور المقاومة لإعادة تثبيت بعض الأمور، مبيناً أنه بالأمس كانت تتحدث الأوساط الصهيونية أن الجيش يعد لضربات ضد اليمن، في اعتقاد الاحتلال أن هذا العدوان على اليمن ربما يعدل بعض الأمور أو ينزع الصورة التي رسمتها إيران خلال الأيام الماضية.

وأكّد أن المشهد أكثر تعقيدًا من قبل هذا الحكومة المتطرفة في الكيان الصهيوني التي تنطلق من منظور ديني إن صح التعبير، وبحسب معتقداتهم المتطرفة، متوقعاً أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الاشتباك، واعتقد أن حديث الصهاينة عن اليمن ليس مجرد حديث إنما هم يحيكون شيئاً من هذا النوع، ويخططون على تنفيذ عمليات اغتيال شبيهة بما حصل داخل طهران، في محاولة لتحقيق انتصار بعد هزيمتها الساحقة أمام الجمهورية الإسلامية، داعياً اليمنيين وهم يدركون حجم المخططات الأمريكية والصهيونية أكثر من غيرهم ويتمتعون بقيادة ثورية وسياسية وعسكرية حكيمة، أن يأخذوا جميع تلك التصريحات بعين الاعتبار وأن يكونوا مستعدين لكل السيناريوهات.

وأشار نصر الله، إلى أن الطريقة التي أعلن من خلالها المجرم ترامب وقف إطلاق النار أمس الثلاثاء، بشكل كامل وشامل، هو إعلان نصر إضافي لإيران وإعلان فشل إضافي للعدو الإسرائيلي والأمريكي، فعادة عندما يكون هناك إعلان عن اتفاق يتم الحديث عن ضمانات، لكن الجمهورية الإسلامية أثبتت اليوم أنها ليست بحاجة لأي ضمانات ولدينا تجربة في لبنان، هناك ضمانات فرنسية وضمانات أمريكية ومع ذلك يخترق العدوّ الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على مدار الساعة.

وأفاد بأن إيران ليست في وارد البحث عن أية ضمانات فهي تمتلك القوة الرادعة وذلك أكبر وأهم ضمان لها، مبيناً أن الايرانيين جادون بإعادة ترميم ما حصل بالمسألة النووية التي فشل كيان العدوّ وأمريكا في استهداف منشآتها ومفاعلاتها، لافتاً إلى أنهم سيواصلون عملهم بوتيرة عالية وهم معروفون بقدراتهم على الصبر ويتعلمون من جميع التجارب.

وفيما يخص إعلان التلفزيون الإيراني اليوم الأربعاء، أن البرلمان الإيراني صدق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ بسبب دورها المضلل للشعوب والتلاعب بالتقارير لصالح الغرب والكيان الصهيوني، ذكر الإعلامي اللبناني، أن ما فعلته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أنها لم تدن العدوان والهجوم الصهيوأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب اتهامات تقدم اليوم وتوضع على الطاولة لمدير الوكالة "رافائيل جروسي" بخصوص تسريب معلومات ووثائق تخص البرنامج النووي الإيراني.

وأردف أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مارس الدور الخبيث علنًا وقدم تقارير كاذبة خلال المرحلة الماضية عن البرنامج النووي الإيراني بإيعاز أوروبي وأمريكي وصهيوني، وبالتالي فإن طهران اليوم قد اتخذت خطوات جدية في هذا الصدد من خلال تعليق التعاون مع الوكالة الذرية الدولية التي شاركت في عمليات التجسس على المنشآت النووية الإيرانية، وهذا ما لمسته الجمهورية الإسلامية من خلال الهجوم عليها طيلة 12 يوماً.