• العنوان:
    الجهاد والردع واجبُ المسلمين في مواجهة العدوان الصهيوني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

مما لا ريب فيه أن الإسلام آخر الديانات الربانية تشريعًا، وأعمها توجيهًا، وأشملها تنظيمًا، فأحكامُه ملزمة وقواعدُه منظمة؛ فهو الهادي إلى سبل الخير وَطرق الرشاد، جاء بالقرآن دستورًا عامًا للعالم كافة، فهو آخر الكتب المنزلة من عند الله: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). جاء ليؤاخي العلم، ويماشي العقل، ويحفظَ مصالح العباد، فالنجاة الأبدية، وحفظ الصحة البدنية، والمصالح العامة تتوقف على العمل به، (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

لقد جاء الإسلام ليجمع بين مصالح الخاص والعام، فوحَّد الصفوف بين أتباعه، ودعاهم إلى توحيد الله، وعدم الخضوع لسواه، ليكونوا أُمَّـة واحدة تشعر بالسمو والكرامة، فشق طريقه إلى قلوب المؤمنين.

أما أهل الأهواء من الكفار والمنافقين فقد نالوا منه؛ خوفًا على مكانتهم، ودفاعًا عن أهوائهم فآذوا المسلمين واضطهدوهم، فأمر الله بقتال من أراد إطفاء نور الإسلام وسعى في الأرض فسادًا، وقتل الأبرياء، كما هو حالُ اليهودية الصهيونية التي تعتدي على فلسطين وعلى شعب إيران المسلم. وقد أذن اللهُ للمسلمين بالقتال لمن كان هكذا حاله، قال سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).

وقد اعتبر القرآن من يبدؤون بالعدوان على المسلمين من أهل الكتاب محارِبين، فإذا هاجموا البلاد الإسلامية، كان الجهاد فرض عين على كُـلّ مسلم مُكَلَّفٍ قادر عليه، لا فرق في ذلك بين الجهاد لحماية الدين، وبين الجهاد لحماية البلاد الإسلامية، وقد طلب الحق سبحانه وتعالى من المسلمين كافة الاستعداد لذلك، فقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ... تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ). أطلق الحق سبحانه وتعالى: (القوة) ولم يحدّدها بنوع لتكون من نوع ما اشتهر في كُـلّ زمان من طائرات، وصواريخ، ومدافع، وأساطيل، وجيوش ووسائل دفاعية أُخرى. ومن العجب أن يعد العدوّ القنابل النووية ولا يعد المسلمون ذلك.

فالقرآن الكريم جاء ليؤسِّسَ شريعةً حكيمةً يساندُها العقل، ويؤيدُها العِلم، وينحي باللائمة على الذين يعطلون عقولهم.

وقد أخبرنا أن آياتِه فيما صنع سيكشفها، وأن دلائله فيما خلق سيظهرها. فتصنيع ما يخيف العدوّ ويرهبه قد أوجبه القرآن، بغض النظر عن أضرار استعمال السلاح النووي الذي يمتلكه العدوّ، ويهدّد به، ويجعل خوفه من تصنيعه ذريعة لقتل الأبرياء، وهو كلام غير صحيح.

هذا العدوّ ليس لديه أي اعتبار للقيم الإنسانية، فقد أباد في غزة أكثر من ٥٥٠٠٠ نفس وأكثر من ١٥٠٠٠٠ مصاب.

إن المسلمين اليوم يجب عليهم التوحد والوحدة امتثالًا لقول الحق سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جميعًا وَلا تَفَرَّقُوا). واتباع ما جاء في القرآن العظيم. فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

الإسلام دين قوة وعزة، لا دين استسلام وذلة. فكيف يدعو زعيم الصهيونية إلى استسلام إيران الإسلامية، وهو أحقر وأذل؟!، فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا). فدأب المنافقين وحرصهم على أن يكونوا على حياد في المعركة الدائرة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، ونفاقهم يجعلهم بعيدين عن الحق وأهله، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف كما أخبر الله عنهم: (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ).

إن تظاهرهم بالإسلام يكشفه عدم امتثالهم لما جاء في القرآن؛ فها هم يريدون من إيران الإسلامية ما كان يريده أسلافهم من المنافقين، وهو العودة إلى رجال الكفر والطاغوت، (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بعيدًا، وَإذَا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإلى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا).

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد ضربت مَثَلًا أعلى في العمل بكتاب الله وقتالِ الصهيونية اليهودية ودكّ أوكارها؛ نصرةً لله ولشريعته وللمستضعفين في فلسطين، ودفاعًا عن النفس؛ فلتستمر في جهادها بقوة وحزم، فَــإنَّ الله ناصرُها.

النصر بإذن الله حليف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحليف الشعب الفلسطيني المظلوم، وخليف أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).