وأكّد مرتضى في تصريح خاص لقناة "المسيرة" اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج تغطية التاسعة صباحاً، أن قرار القوات المسلحة اليمنية بفرض الحظر البحري على ميناء حيفا الذي يعد من أهم الموانئ الاستراتيجية البارزة يشكل تهديداً حقيقياً للاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً وأن القرار تزامن مع الحظر الجوي على مطار اللّد المسمى إسرائيلياً "بن غوريون".

وأضاف: "في الوقت الذي يقوم اليمن بفرض حظر جوي وبحري خانق على الكيان الصهيوني، فإن هناك حظر ضمير لدى الكثير من الأنظمة العربية إذا لم تكن كلّ الأنظمة، وبينما كانوا يرقصون ويقدمون الهدايا الثمينة للمجرم ترامب، كان الصهيوني يرد بالمجازر على أهل قطاع غزة ويستمر في عدوانه وجرائمه".

وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أنه وعلى الرغم من الحصار المطبق التي تفرضه بعض الدول العربية والخليجية على الشعب اليمني، فقد تمكن من فرض معادلة جديدة مع كيان العدوّ الصهيوني لم تتجرأ أي دولة القيام بمثلها، والتي تتمثل في خطوة فرض الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر ومن ثم الحظر الجوي على مطار اللّد وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط بعدد إعلان الجيش اليمني فرض حظر على ميناء حيفا.

ولفت إلى أن القرار اليمني له دلالات كبيرة لما يحمله ميناء حيفا من أهمية استراتيجية، باعتباره الشريان البحري الرئيسي الذي يتغذى منه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنه لا يزال هناك حتى اللحظة سفن تركية تحط أو ترسو في ميناء حيفا وتزود الكيان بما يحتاجه من مواد غذائية وغيرها بينما يحاصر قطاع غزة ولم يتجرأ لا عربي ولا غير عربي أن يدخل رغيف خبز إلى سكان غزة.

وأفاد مرتضى بأن المعادلات التي يفرضها الشعب اليمني وقواته المسلحة هي التي ستحدد الخيارات خلال المرحلة القادمة، لا سيَّما وقد استطاع اليمن أن يفرض نفسه كقوة إقليمية تستطيع أن تتحكم بالمنافذ التي تغذي ليس فقط كيان الاحتلال الإسرائيلي بل المنطقة والعالم، مضيفاً أن اليمن أصبح عاملاً إقليميًّا له وزنه في المنطقة ولم يعد أحد يستطيع أن يتجاوز هذه الدولة، مبيناً أن الأمريكي والصهيوني ودول الجوار اليمني يعلمون جيداً خطورة الحظر البحري على ميناء حيفا، حيث وإن الأمر لن يقف عند هذه الحدود.

وكشف مرتضى عن الارتباط الكبير بين ميناء حيفا بالأراضي المحتلة وبين ميناء جبل علي في دويلة الإمارات التي تزود العدوّ بكل احتياجاته، وبالتالي فإن القرار اليمني سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الصهيوني وعلى ما هو مرتبط بالسلع التي يستخدمها المغتصبون.

ولفت إلى أن العالم اليوم يشهد عناصر قوة متراكمة تقودها اليمن، وهو ما ساهم في الصمود الفلسطيني الأسطوري، كما أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية أثبتت هشاشة كيان العدوّ وعدم قدرته على التصدي للصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة اليمنية، رغم امتلاكها منظومات دفاع جوي هي الأحدث على مستوى العالم، متسائلاً ما الذي يمنع الدول العربية والعالم الإسلامي من البناء على مرتكزات نقاط هذه القوة.

وذكر المحلل السياسي اللبناني أن الزعماء والأمراء والملوك العرب لا يملكون أي نخوة، ولو كان هناك نخوة عربية لما نام أولئك الرؤساء والزعماء والأمراء وهناك أطفال تحرق داخل الخيام في قطاع غزة، مؤكداً أن تلك الدول شريكة في المجازر التي ترتكب بحق أبناء غزة، موضحاً أن القوة التي تمتلك الدول العربية يتم استخدامها ضد الشعب اليمني والعراقي والسوري والليبي، منوهاً إلى أن الشعب اليمني وقواته المسلحة هم من يحملون اليوم النخوة والرجولة والغيرة، مبيناً أن الدول الخليجية تستطيع أن توقف العدوان على غزة وأن تفرض رأيها وتقوم بالمقايضة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها للأسف تركت الشعب الفلسطيني لوحده.