-
العنوان:غزة واليمن ونهايةُ أصحاب الفيل
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:تاريخيًّا يمكنُنا التمهيدُ لهذا الموضوع بموضوعٍ آخر عنوانه (مكّة واليمن ونهاية أصحاب الفيل) ومعلومٌ أن هذه القصة مهمة ومشهورة سجلتها آياتُ الذكر الحكيم، فقد اختص اللهُ "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" هذه القصة بسورة من سور القرآن الكريم (سورة الفيل)، وَفيها عبرةٌ للطغاة والمستكبرين في كُـلّ زمان ومكان، وفيها عبرة للمستضعفين؛ فالطغاةُ عليهم عدمُ الركون إلى قوتهم وطغيانهم فهما إلى زوال، والواجب على المستضعفين المؤمنين الصادقين مقارعةَ الطغاة المجرمين الظالمين المستكبرين مهما كان الفارق في القوة ووسائل المواجهة، كَبيرًا؛
-
التصنيفات:مقالات
فالله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" سيتدخلُ في مرحلة ما من مراحل المواجهة إلى جانب المستضعفين وبشكل مباشر، والقرآن الكريم مليء بالقصص التي فيها عِبَرٌ عظيمة، والتي كانت نهايتها زوال المستكبِرين، وقصة أصحاب الفيل واحدة من القصص التي يتوجب على المستضعفين عدمُ الاعتداد بوسائل الطغاة المجرمين لتمثل مانعًا يحولُ بينهم وبين واجب مواجهتهم، ذلك أن النهوضَ بهذا الواجب هو وسيلةُ الاتصال والارتباط بقوة الله الجبار القائل: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)﴾.
والله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" قد أوجب على المعتدَى عليهم وهم يواجهون المعتدين الطغاة المستكبرين، أن تكون هذه المواجهةُ في سبيل الله، بغضِّ النظر عن أهداف وغايات وأسبابِ عدوان المعتدين؛ فتكون المواجهة من جانب المستضعَفين لله، وفي سبيل الله، وبإخلاصِ النية لله، والمواجهة في سبيل الله، يحظى المعتدَى عليهم بمعية الله وتأييده وتوفيقه ونصره قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ وقد وعد الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" المستضعفين المؤمنين الصادقين الصابرين بالنصر والثبات فقال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ وقال تعالى ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كما أن كتب التاريخ زخرت بقصة أصحاب الفيل من حَيثُ أسبابها وأهدافها ونتائجها؛ فحين توجّـه الطغيان والاستكبار من الحبشة واليمن باتّجاه مكة لهدم الكعبة بيت الله الحرام، وكان الفيل في ذلك الحين فعليًّا هو أضخم الوسائل الحربية، ولم يكن هناك من وسيلة في حينه يمكنها وقف طغيان أبرهة الحبشي وثنيه عن إصراره لتحقيق هدفه، وَفْقًا لخطته المرسومة سلفًا، والتي اقتضت الزحفَ بجيشه الجرَّار من اليمن باتّجاه مكة المكرَّمة لهدم الكعبة المشرَّفة متجاهلًا حُرمةَ البيت الحرام ومكانته في نفوس المؤمنين بقدسيته، بل إن ذلك قد ضاعف إصرارَ الطاغية وعزمَه على هدم الكعبة مستخدمًا الفيل بوصفه أضخمَ وسيلة حربية في ذلك الحين.
هذا التمهيد الغايةُ منه التذكيرُ بما يؤولُ إليه حالُ الطغاة المجرمين المنازعين لله في قوته وعظمته وجبروته اعتمادًا على قوتهم الغاشمة التي يستخدمونها في ظلم عباد الله، وكُلُّ الطُّغاة المتكبرين المتجبرين كانت نهايتُهم وخيمةً على مر التاريخ، ولا تختلفُ حالةُ غزة عن حالة مكة المكرمة وكعبتها المشرَّفة، ولا تختلف حرمةُ دماء أبناء غزة عند الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" عن حرمة الكعبة، بل لعلَّ دماءَ الأبرياء من الأطفال النساء من أبناء قطاع غزة أعظمُ حُرمةً عند الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" من حرمة الكعبة المشرفة.
ولقد سبق أن حذّر الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" بني (إسرائيل) من قتل النفس المحرَّمة فقال تعالى: ﴿مِنْ أجل ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إسرائيل أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَو فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جميعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
ولما كان الفيلُ حقيقةً في القصة التاريخية التي خلَّدها القرآنُ الكريم، وسردت كتبُ التاريخ أسبابَ ودوافع ونتائج هذه القصة، فَــإنَّ الفيلَ في موضوع غزة مجازيٌّ؛ فالرمز الانتخابي لمجرم الإدارة الأمريكية ولحزبه الجمهوري، هو الفيل، وحديثنا عن الفيل في قصةِ غزة هو مجازيٌّ أَيْـضًا؛ باعتبَار أن من اتخذوا الفيلَ رمزًا لهم إنما يشيرون إلى القوةِ والعظمة، تلك القوةُ المتمثلة اليوم في حاملات الطائرات والقاذفات العملاقة وغيرها من الوسائل الحربية، التي يتباهون بها كما سبقَ لسلفهم أبرهة الحبشي التباهي بالفيلة بوصفها الوسيلةَ الحربية الأقوى في عهده، ومع ذلك أسقط اللهُ "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" هذه الوسيلةَ وتحوَّلت قوةُ أصحاب الفيل إلى حالة من الضَّعف والهزال شبَّهَها القرآن الكريم (بالعصفِ المأكول).
ولم يكُنْ هناك من مقارنةٍ بين جيش أبرهة وبين الوسيلة التي أسقط الله بها طغيانه وأباد جيشَه، وهذه سُنة الله في الطغاة والمستكبرين، ولن يخلف اللهُ وعدَه لعبادِه المؤمنين المخلصين الصادقين المواجهين لطغيان الصهاينة المجرمين وشركائهم الغربيين مهما كان الفارق كَبيرًا في وسائل المواجهة بين الطرفين، فالله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" سيتدخل حتمًا بمُجَـرّد الارتباط الوثيق به وسيهيئ الوسيلةَ المناسبةَ لإسقاط الطغاة المجرمين لتكون كلمةُ الله هي العليا.
وإذا كان الطغيانُ الصهيوأمريكي موجَّهًا نحو شعب يمن الإيمَـان والحكمة؛ بسَببِ موقفه المساند للمظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذين تعرضوا وما يزالون يتعرَّضون لجريمة إبادة جماعية أفعالُها مُستمرّة ومتتابعة منذ أكثرَ من سنة وسبعة أشهر؛ ولأنَّ الشعبَ اليمنيَّ هو بقية الله الباقية في أرضه، الذي لا يزال متمسكًا بالقيم الإنسانية الفطرية، التي تأبى الظلم والجور والإجرام وتوجب مقارعة الظالمين الطغاة المستكبرين، ولذلك فالشعب اليمني وقف شامخًا مواجِهًا لجموع المجرمين في الوقت الذي تآمَرَت وشاركت في الجريمة وصمتت الدولُ العربية والإسلامية باستثناء القلة القليلة من المؤمنين الصادقين في محور المقاومة والجهاد.
ولم يتزحزحِ الشعبُ اليمني عن موقفه منذ أول فعل من أفعال جريمة الإبادة الجماعية، حين بدأ بإجراءات ضاغطة في مواجهة كَيان الإجرام الصهيوني، وتصاعدت هذه الإجراءاتُ وبقوة في مواجهة هذا الكيان وشركائه في الجريمة لتأخذ شكلَ الاشتباك المباشر مع أصحاب الفيل في عصرنا الراهن، وتصاعدت العملياتُ الضاغطة المساندة بوتيرة عالية لتصل ودون مبالغة حَــدَّ إسقاط عنجهية وغرور قوى الإجرام الصهيوغربية، بإسقاط أحدث الطائرات المسيَّرة والطائرات المحمولة على ظهر الحاملات العملاقة، وتجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي تطوُّرًا، والقادمُ بإذن الله تعالى يبشِّرُ بالسقوط المادي المدوي لقوى الطغيان والإجرام الصهيوغربي.
ولأنَّ الشعبَ اليمنيَّ بقيادةِ السيدِ القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يواجِهُ طُغاةً أشدَّ خطرًا على الإنسانية من أصحاب الفيل في عصر أبرهة الحبشي؛ فطغاة اليوم يهدرون كرامة الإنسان، ويتعدون على تكريم الله له، ويسفكون الدماء المحرَّمة تكبُّرًا وتجبُّرًا وظُلمًا وعُدوانًا ودونَ وجه حق، والمؤكَّـدُ أن اللهَ "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى" لن يخلفَ وعدَه وسيؤيِّدُ بنصرِه مَن استجابوا له حين أمرُهم بقوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، ومن حَيثُ لم يحتسب الطغاة المجرمون المستكبرون سينزل الله بهم عذابَه على أيدي جنوده وما أكثرَهم، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض، وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 17 ذو القعدة 1446هـ 15 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطور ات الإقليمية والدولية 10 ذو القعدة 1446هـ 08 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 26 شوال 1446هـ 24 أبريل 2025م

المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ

مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة