• العنوان:
    ليالي البدر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وأبدعه، وزين سماءه بالنجوم والكواكب، وخلق كل ذلك لحكمة ولدور يؤديه من أجل الحياة على هذه الأرض، ومن تلك الكواكب ما يهتدي به الإنسان وهو يشق طريقه إلى وجهة ما، ومنها ما يعلم عن طريقها عدد السنين والحساب، وغير ذلك.
وإذا ما تأملنا الكون من حولنا بدون تلك النجوم والكواكب فكيف سيكون حاله؟ وكيف ستكون حياة الإنسان على هذا الكوكب؟ بالطبع ظلام حالك، وسيؤثر ذلك بشكل سلبي كبير على حياته.
كذلك روح الإنسان يسيطر عليها الظلام إذا فقدت نور الهدي الإلهي الذي يقودها إلى طريق النجاة، فتعيش حياة التخبط والضلال والظلام المعنوي الذي يقودها إلى الخسارة الأبدية إن لم تجد من ينتشلها من ذلك الواقع المظلم، والضلال الذي ذكره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو يودع هذه الدنيا: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
فقد وضح لنا سبيل النجاة من الضلال، حتى لا نكون ضحية ضلال المضلين، ولا نهلك مع الهالكين، ورحل عن هذه الدنيا بعد أن تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، وأوصانا في العديد من أحاديثه بالتمسك بالكتاب والعترة لنأمن من الضلال، امتثالًا منه صلى الله عليه وآله وسلم بأوامر المولى عز وجل.
واليوم ونحن على بُعد أكثر من 1400 من زمن تلك الخطبة القيمة التي هي بمثابة وصية أوصى بها أمته، تتجلى أهميتها أكثر وأكثر، في عصر كثرت فيه وسائل الإضلال والانحراف نتيجة استهداف أعدائها لها بشتى وسائل الإضلال الحديثة والمتطورة.
أما نحن في يمن الإيمان والحكمة فقد حبانا المولى عز وجل بعلم من أعلام دينه، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يعز عليه رؤية أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحية إضلال أعدائها لها، فتحل بها الخسارة الأبدية، فما كان منه –يحفظه الله- إلا أن يقدم لنا الكلمات النورانية بنور الهدي الإلهي في مختلف الأيام والأوقات، وعلى مدى سنوات، لا سيما شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، والعتق من النيران، فيطل علينا بإطلالته البهية كل ليلة، فتروى قلوب عطشى ونفوس لهفى لمعين الهدى، فيكون وقع كلماته العذبة على النفوس كتساقط قطرات الماء الباردة على الأرض الصدئة.
واليوم ونحن في نهاية هذا الشهر الكريم، في الليالي المباركة التي من بينها ليلة هي خير من ألف شهر، سنفقد ذلك البرنامج الرمضاني الروحاني المتكامل، وسنفقد تلك اللحظات التي نرتوي فيها من معين الهدي الرباني على لسان ولي من أوليائه الذين اختارهم لقيادة هذه الأمة التي تُستهدف ليلًا ونهارًا على يد أعدائها، بالحرب الناعمة والحرب العسكرية بهدف تدميرها والقضاء عليها.
لكن وإن غاب عنا البدر، ستبقى كلماته النورانية نبراسًا يضيء عتمة النفوس، وظلمة القلوب، كنور الشمس إذا غيبتها عن الأنظار السحب، وتبقى نورًا يهتدي به السالكين إلى دروب النجاة، والساعين إلى التحرر من قيود التبعية للمستكبرين والطغاة.

خطابات القائد