وجابت المسيرات الضخمة ساحات مركز المحافظة الجبين، وبلاد الطعام ومزهر وكسمة والسلفية والجعفرية، بالإضافة إلى العديد من مناطق وعزل مديريات المحافظة الأخرى، حيث علت الهتافات المؤكدة على وقوف الشعب اليمني صفًا واحدًا مع أحرار الأمة لخوض أي معركة ضد العدو الصهيوني نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومناهضة للهيمنة الأمريكية وسياساتها العدوانية تجاه شعوب الأمة الإسلامية.

وأكد المشاركون في المسيرات على استمرارهم الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مهما بلغت التضحيات، حتى استعادة حقوقه المشروعة كاملة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.

كما شددوا على أن تصعيد العدو الأمريكي وتماديه في طغيانه وعدوانه على اليمن لن يزيد الشعب اليمني إلا قوة وعزيمة وإصرارًا راسخًا على موقفه الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، واستعدادًا تامًا لمواجهته ومساندة القوات اليمنية الباسلة في الرد الحاسم على عدوانه المستمر.

واعتبر أبناء ريمة يوم القدس العالمي مناسبة محورية لتجديد العهد والوفاء للقدس الشريف، مؤكدين أن الشعب اليمني سيظل على العهد في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة والمقدسات الإسلامية من دنس الاحتلال.

وأعلن المشاركون في المسيرات الجهوزية الكاملة والنفير العام لمواجهة أي تصعيد عدواني محتمل على اليمن، مجددين العهد والولاء الصادق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الثبات على الموقف المبدئي، والتفويض المطلق له في اتخاذ كافة القرارات المناسبة لردع العدوان الأمريكي الصهيوني نصرة لمظلومية أبناء غزة.

وأكد بيان صادر عن المسيرات، أن يوم القدس العالمي هو يوم ليقظة جميع الشعوب الإسلامية وتوحيد كلمتها تجاه القضية الفلسطينية المركزية، حتى تبقى حية في نفوس المسلمين جيلًا بعد جيل.

وذكر البيان أن يوم القدس العالمي يحل هذا العام في ظل عودة التصعيد الإجرامي الوحشي على قطاع غزة والحصار المميت المفروض عليه من قبل العدو الصهيوني المجرم، بمشاركة طاغوت العصر أمريكا، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وفي ظل تخاذل عربي وإسلامي مخز وغير مسبوق، وأيضًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا في سعي حثيث وواضح لتنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي المسمى بـ "إسرائيل الكبرى" في كل المنطقة.

وأوضح البيان أن خروج اليمنيين بهذه الحشود المليونية الهائلة في مسيرات إحياء يوم القدس العالمي يمثل استمرارًا لموقفهم الإيماني الثابت والمبدئي، ووفاءً وتعبيرًا عن المساندة المطلقة للشعب الفلسطيني، وتزامنًا مع الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود.

واعتبر البيان إحياء الشعب اليمني ليوم القدس العالمي حتى في أصعب الظروف خلال سنوات العدوان الطويلة عليه دون توقف أو تراجع دليلًا قاطعًا على صدق انتمائه الإيماني العميق، وتمسكه الفعلي بالمقدسات الإسلامية، واستعداده العالي للتضحية بكل ما يملكه في سبيل تحريرها.

وجدد البيان التأكيد على ثبات الموقف اليمني المبدئي الذي لا يقبل المساومة أو التراجع، والمتمثل في التمسك بكتاب الله الكريم، والالتزام بتوجيهاته النيرة، والولاء لأوليائه، والعداء لأعدائه، والاستمرار بثبات في خط الجهاد في سبيله، والوقوف صفًا واحدًا مع المستضعفين من عباده.

ولفت البيان إلى استمرار اليمنيين في وقوفهم الصامد ضد العدو الصهيوني والأمريكي ومواجهة عدوانهم المشترك على غزة وعلى اليمن، متوكلين على الله وحده ومعتمدين عليه، وواثقين بنصره المؤزر دون أي تراجع أو تخاذل حتى يمن الله على الأمة بنصره العظيم، وهو ولي ذلك والقادر عليه.

وتوجه البيان بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى في الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود، الذي ثبت اليمنيين ووفقهم وأعانهم على الصمود الأسطوري في وجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، الذي ارتكب أبشع الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني من قتل وحصار جائر ونهب للثروات الوطنية وتدمير ممنهج للبنى التحتية.

كما أكد البيان أن من أبرز ثمار الصمود اليمني المشرف، هو هذا الموقف الصلب والمساند للقضية الفلسطينية، مضيفًا "إننا كما صمدنا سابقاً بكل قوة وبسالة أمام أبشع عدوان أمريكي سعودي إماراتي لسنوات طويلة بسبب موقفنا الرافض للخنوع لأمريكا وإسرائيل وأدواتهم المنافقة في المنطقة، وتمسكنا الراسخ بمبادئنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة، فإننا على أتم الاستعداد لمواصلة صمودنا وجهادنا المقدس ضد أئمة الكفر وأرباب النفاق، وصناعة الانتصارات بعون الله وتوفيقه وتأييده".